تطبيقات الـ (كايزن Kaizen ) هي الحل

• بهيرة محمود الحلبي

في عصر التقنية واختزال المعلومات ، ومع التقدم الهائل في المخترعات والابتكارات ، لم يعد مقبولاً أن نستمر في حالة المستهلك لما ينتجه الآخر ، وأن لا نبادر إلى المساهمة في البحوث العلمية واستثمار ما لدينا من طاقات بشرية ومواد أولية تحولنا إلى مجتمعات لاقطة لأسرار التشغيل ومالكة مهارة التحسين ، غير مرتهنة إلى ارشادات شروط السلامة وطرق الفك والتركيب وكيفية الصيانة .

لن تقوم لنا قائمة، ونصبح في عداد الشعوب الفاعلة، إلا من خلال نهضة شاملة وثورة حقيقية في التعليم والصحة والتجارة والصناعة وغيرها من أعمدة مقاييس التميز والاختلاف، وفقط حينما نتحلى بأخلاقيات العمل ونؤدي ما يوكل إلينا من مهام ونمتهنه باحتراف . وإذا ما استعرضنا نماذج لبعض الأمم التي نهضت من تحت الرماد واحتلت مكاناً مرموقاً بين الدول ، بعد انهيار كامل لبناها الاقتصادي والاجتماعي خلال الحرب العالمية الثانية ( 1939-1945 م )، سنجد اليابان في المقدمة ،

فقد اشتغل اليابانيون على إعادة إعمار بلادهم، وأخلصوا لها وكان شعارهم في العمل يتلخص كالتالي” :إذا استطاع أحد فعل شيء ما فأنا أستطيع ذلك، وإذا لم يستطع أحد فعله فمن الواجب علي محاولة فعله . وهناك المفكر الياباني تاييشي أوهنو (Taiichi Ohno ) الذي ابتكر فلسفة الـ (كايزن) بهدف تطوير المؤسسات الصناعية ،

حيث قامت فكرته على ضرورة التحسين المستمر لكل عمل نقوم به سواء يدوياً أو آلياً، وذلك بإحداث تغيير بطيء فيه وإضافة شيء ما له كل يوم، من خلال دراسة حالته وتطبيق ما يلزمه من تطوير والوصول به إلى أفضل صورة وأحسن أداء ، فنحصل بذلك على القيمة المضافة والجودة الشاملة وننتهي من آفة الهدر في الوقت والضياع في الجهد والطاقة ، ونحقق الأمن الصناعي والسلامة المهنية لكافة القطاعات الإنتاجية . وقد لاقت نظريته استجابة ورواجاً سرعان ما انتشرت ليشمل تطبيقها جميع جوانب الحياة ، وخاصة في مجال الرعاية الصحية، والعلاج النفسي ، والتدريب والتوجيه للذات البشرية ، والأعمال الحكومية والخدمات المصرفية وغيرها من الصناعات.

يقول رسولنا الكريم : “إن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل “، وفي حديث آخر: ” إن الله يحب إن عمل أحدكم عملاً أن يتقنه “. دعونا نتمسك بدلالات ما ورد في هذين الحديثين الشريفين ، فهما بلا شك عظيمان في الأثر والتأثير، وحتماً سيقودان المجتمع إلى جادة الصواب والبلاد إلى الدرجات العليا من النمو والبناء .والله من وراء القصد ،،

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *