عودا محمودا إلى مقاعد الدراسة

• بهيرة محمود الحلبي

يقول امبراطور اليابان ” اوكيهيتوبوهارا” عن سبب تقدم بلاده في وقت قصير : ” اتخذنا الكتاب صديقا بدلاً من السلاح ، وجعلنا العلم والأخلاق قوتنا وأعطينا المعلم راتب وزير وحصانة دبلوماسي وجلالة امبراطور ” .نعم يا جلالة الامبراطور، كلامك درر وفعلكم عظيم ، فالاستثمار في العقول البشرية هو الأساس في أية نهضة علمية وازدهار اقتصادي ، فكيف سنرتقي بتعليمنا إلى مستوى تلك الدولة المتطورة ، إن لم نقدس مهنة التعليم ونجلّ المعلم وننهض بمؤسساتنا التعليمية ، ونجعل طلابنا يتفوقون ومدارسنا تكتسب سمعة عالية وتؤدي عملاً مميزاً ؟ .

اعتقد جازمة أن أموراً ثلاثة يجب أن تؤخذ في الحسبان تشكل أعمدة المثلث الهرمي لنجاح هذا المشروع التنموي : ألا وهو الطالب المهيأ والمعلم الكفؤ والمنشأة المدرسية الجاهزة .

التعليم قضية مجتمعية لا بد أن يشارك فيها أولياء الأمور مع مؤسسات المجتمع المحلي ، من أجل خلق بيئة مدرسية صحية وطالب مثمر ، وعلى الأسرة تقع مسؤولية إعداد أبنائها لتلك المرحلة في حياتهم ، بحيث تسعى دائماً إلى تحفيزهم على الجد والمثابرة ، وتشجيعهم على المشاركة في فعاليات وأنشطة المدرسة المختلفة ، واحترام معلميهم والإصغاء إليهم أثناء الشرح والايضاح ، وعمل الواجبات المدرسية بشكل يومي من دون تأخير ولا مماطلة .وبالنسبة إلى المعلم ، فهو العمود الفقري لإنجاح آلية التلقين وادخال المعلومات ، وعليه تقع مسؤولية التعامل مع الطلبة بكل حزم وعزم من دون صراخ ولا انفعال , وأن يكون جاداً في تطبيق خطته الدراسية منذ اليوم الأول ،

ومحضراً لمادته العلمية على أعلى مستوى ، فلا ينشغل خلال الحصة بأعماله الخاصة ، فيفسح المجال للثرثرة وإثارة الفوضى ، ولا مستهتراً بقيمة الوقت فتسقط عنه هيبة المعلم القدوة ، فهو الذي يعزز في طلابه سلوك الانضباط التربوي ، وهو الذي يبث فيهم روح المنافسة في الاجتهاد ، وهو الذي يحق له النصح والتوجيه كلما اقتضى الأمر واستدعت الحاجة .وأما الركن الثالث لنجاح المسيرة التعليمية ، فهو وجود المنشأة المدرسية الصحيحة ، المزودة بمناهج علمية متطورة ومختبرات تطبيقية وآلات عزف موسيقية ، والملحقة بملاعب رياضية ومسطحات خضراء ينهل الطالب منها العلوم والمعارف ، ويستكمل من خلالها جرعته في تغذية الأرواح وتنمية الأبدان.

أبناءنا الطلبة: عودة محمودة إلى مقاعد الدراسة ، قلوبنا معكم ودعواتنا لكم ، أنتم المستقبل وأنتم أمل الأمة استثمروا وقتكم وثابروا في دروسكم وسيكون النجاح حليفكم ، والخير يعّمُ وطنكم بإذن الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *