لقد تعالت الأصوات ، وكثر الصياح والنياح ، واشتد البكاء والعويل على فقد عزيز وكسر قريب ، وتشوه صغير ، نتيجة لحوادث مرورية مروعة لم ترحم بشراً ولم توفر حجراً ، جلبت الكوارث للمجتمع ، وخلقت الأزمات النفسية بين الأفراد على مر الزمان وقادم الأيام ..

صنعت المركبات لتسهل حركة الإنسان وتيسر أموره ، ولتساعده على ترحيل مستلزماته من مدينة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر ، وعندما نسيئ استخدامها يصبح من المتوقع أن يحدث التصادم فيما بينها ، ويذهب ضحيته أناس أبرياء لا حول لهم ولا قوة .ولكن ما هي مسببات تلك الحوادث ؟ . قد يكون الإجهاد والتعب لدى السائقين ، وقد يكون مخالفة قوانين السير وإشارات المرور، قد يكون الأعطال والتلفيات في المركبات ، وقد تكون الطبيعة والأحوال المناخية من مطر وضباب وثلوج ، وقد يكون الاهمال في صيانة الطرقات ، وتشتت الانتباه والتحدث في الجوالات أو تعاطي المخدرات وشرب المسكرات ، أو قد تكون القيادة المتهورة والسرعة الزائدة التي تصنف بأنها أخطر الأسباب.

وحيث أن المرأة في المملكة دخلت عالم قيادة المركبات ، وصارت تجوب الشوارع والطرقات فإنني أرجو لها التوفيق والنجاح وحسن المسير .. وبحكم ما حباها الله من نعومة واحساس مرهف ، أدعوها ومنذ البداية ، أن تثبت للعالم أن قيادتها للمركبات غير وأنها جديرة بأن تجعل من مركبتها مصانة على الدوام وبكامل جهوزيتها قبل كل تشغيل ، نظيفة في كل الأوقات ، لا تدخين يسمح فيها ولا أية ملوثات ، تراعي المواقف المخصصة لها بانتظام ، لا تطارد أحداً ، تضع حزام الأمان باستمرار، تجلس أطفالها في المقاعد الخلفية ، تتابع النشرات الجوية ، ولا تقطع إشارات المرور ، لا تتجاوز السرعة المحددة ، لا تتكلم في الجوال ، ولا ترفع صوت المسجل والمذياع فتحدث الارتباك والتشويش.

القيادة فن وذوق وأخلاق ، وإماطة الأذى عن الطريق استحقاق انساني .. وحياة الناس أمانة في الأعناق ، وتنمية اقتصاد البلاد واجب وطني ، واقتناء هذه الوسيلة في التنقل هو تكليف وليس تشريف وضرورة وليست رفاهية ومباهاة ،..فيكفي البيئة ما لحقها من تلوث ويكفي الشوارع ما تحملته من زحمة واختناقات .وليكن استخدامنا للمركبة – إن حضرت – أنيقاً ، ومراعياً لشروط الأمن والسلامة ولما هو سائداً في أنظمة المرور العالمية.

فسيري باقتدار سيدتي المرأة …والله خير حافظ وأمين .

التصنيف:

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *