اليمن هو الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية ، ويحتل موقعاً جغرافياً استراتيجياً في شبه الجزيرة العربية بسبب محاذاته الساحل الجنوبي لبحر العرب والساحل الغربي للبحر الأحمر ، ولكونه يشرف على مضيق باب المندب ، الممر المائي الهام للملاحة العالمية الذي يصل المحيط الهندي بالبحر الأحمر ثم البحر الأبيض المتوسط ، وتعبره السفن التجارية وناقلات النفط من الخليج إلى أوروبا وباقي دول العالم ..كما أن اليمن يشكل طاقة بشرية يفوق عدد سكانه الـ 25 مليون نسمة ، ويعد من أعلى معدلات النمو السكاني في العالم ، ومعدل البطالة فيه تفوق الـ 54% ، يعتمد اقتصاده على المساعدات التي ترده من المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج ، ويعاني من قلة الموارد الطبيعية وغياب الكفاءات الإدارية ، والتعليمية ، وتدني الخدمات الصحية وتردي شبكة المواصلات البرية ، ومن المرجح أن تكون المياه فيه سبباً للعديد من الأزمات والصراعات ،، تزرع على أراضيه نبتة القات الممنوعة في أغلب دول العالم .هذا هو حال اليمن الجار ؟. ولطالما ساندت المملكة هذا البلد الشقيق ،اقتصادياً وسياسياً وسعت إلى احلال السلم والشراكة الوطنية بين كافة مكونات الشعب اليمني ، وما يربطنا باليمن مقومات كثيرة من وشائج القربى وصلات الرحم والدم والتاريخ المشترك ، وهناك محبة خاصة للشعب اليمني الشقيق ، الذي خرج منه علماء وحكماء وشعراء ومثقفين في مختلف الفنون والآداب ، يقول الرسول العربي الكريم: (” أتاكم أهل اليمن ، هم أرق أفئدة وألين قلوباً ، الايمان يمان والحكمة يمانية ) ولا يمكن أن نهنأ في عيشنا حتى نرى يمننا معافى مزدهر يخطو في مسيرة التصحيح على كافة المستويات ، وحتى نصل به إلى هذا الهدف المنشود لا بد من تبني مشروع مارشال اقتصادي عربي يعيد إعماره ويطور في بناه التحتية ويدعم أمنه الغذائي ويزيد من انتاجه الزراعي والصناعي ويستثمر في قواه البشرية وتدور فيه العجلة الاقتصادية ، فيصبح له دوراً ريادياً بين الأمم والشعوب ويعيد أمجاد تاريخه العريق وحضارة مملكة سبأ وحضرموت ومملكة قتبان ، وما صورة اوروبا الآن من تقدم وازدهار بعد الانهيار الاقتصادي والدمار العمراني الذي لحق بها خلال الحرب العالمية الثانية إلا نتيجة للخطط الاستراتيجية التي أعلن عنها رئيس هيثة الأركان الأمريكي الجنرال جورج مارشال سنة 1947م، للاستثمار في أوروبا وإعادة تعميرها وتشغيل المصانع فيها ، حيث خصصت الولايات المتحدة الأمريكية مبلغاً وقدره (12.9925 مليار دولار أميركي) لهذا الغرض . اليمن – ومن منطلق عربي وواجب انساني ولضرورات أمنية جيوسياسية – يحتم علينا جميعا كحكومات وشعوب عربية ومجتمع أهلي وشركات اقتصادية دعمه والوقوف إلى جانبه في تنفيذ الخطط الاستراتيجية التي تؤسس لنهضة شاملة في هذا البلد العزيز. ولا بد من صنعاء وعدن وإن طال الزمن.
Twitter:@bahirahalabi

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *