لنحسن في الصحة والتعليم فيكون الاستثمار

• بهيرة محمود الحلبي

يقول فيكتور هيجو : ” من يفتح باب مدرسة ، يغلق باب سجن ” ، ويقول المثل : الجسم السليم في العقل السليم . إن بناء الإنسان في الصحة والتعليم هو أفضل استثمار للنهوض بالبشرية وتعظيم شأن الأمة .فالتعليم المرتكز على المعرفة والإدراك ، لا التعليم البنكي المعتمد على حشو المعلومات وتشتيت الأفكار ، هو ما يمكث في العقول وتجسده الانجازات ويخرج المعجزات .أما الاهتمام بالصحة العامة ، فهو مطلب رئيسي وحق انساني وواجب علينا تحسينه حتى يتم التفاعل البيولوجي السليم بين الرأس والجسد ، وحينها ينمو العقل وتتفتح الذاكرة وتتوضح الرؤية وتلتهب البصيرة وتقوى التحديات للمضي قدماً نحو مستقبل مشرق عنوانه العلم والثقافة وشعاره العمل والتضحيات . ولكي تنجح الخطط والأهداف الاستراتيجية التربوية ، ويتحقق ما نصبو إليه في كلا الصعيدين لا بد من إعادة النظر في نظامنا التعليمي وبالشخصية النمطية التي قمنا بتكوينها على مدى السنين ، وفي هذا ، علينا كسر الحواجز التي تعيق تقدمنا في التربية والتعليم بحيث لا نعين مدرسّاً ، أو نوظف مراقباً لطلبة ، ولا مشرفاً اجتماعياً ، أو نرشح مديراً لمؤسسة تعليمية إلا من توفرت لديه الكفاءات العلمية والقدرات والمهارات التربوية ، وكان من أصحاب الفكر المعتدل الذي يرسخ مبادئ المحبة والتسامح ، والمشهود له بالصلاح والاستقامة .. كما حان وقت الاستغناء عن التكرار والتلقين والحفظ عن ظهر قلب إلى الاندماج بالمادة العلمية والتفاعل بمفرداتها واستخلاص العبر منها وتطويرها بأسلوب شيق وجذاب يتخلله قليلاً من النوادر والطرف التي تشد انتباه الطلاب وتحفزهم على الابداع والتطوير.. وعلينا أن نغير من صورة المعلم العبوس المنفر ونبتسم في وجه طلابنا ونحنو عليهم ونتلمس أوجاعهم ويهمنا أمرهم ، فنصبح بذلك قدوتهم في الجد والمثابرة ومثالاً في الصدق والاخلاص بالعمل . ومن جهة أخرى ، علينا أن ندرك أن هذا الطفل الذي يأتي إلى المدرسة يومياً بجسمه الضئيل وحيلته الضعيفة ، يحتاج إلى مواد غذائية أساسية يجب أن يتناولها يومياً وإلى لياقة بدنية يجب أن يتمتع بها حتى ينمو ويكمل مشواره الدراسي ، وقد تجهل بعض الأسر ذلك أو قد لا تملك القدرة على توفير هذه الحاجات الضرورية للطفل ، وهنا يأتي دور الدولة والمجتمع والجمعيات الأهلية أو المدرسة وما توفره من مواردها الخاصة ، لتتبنى مشروع الصحة الغذائية وتدعم الطفل بالحليب والفاكهة المتنوعة وبعض الأطعمة المفيدة ، وتجعله يمارس الرياضة اليومية التي تنشطه وتضاعف من حيويته وقدرته على الفهم والاستيعاب .. وهكذا نرى أنه حين نهتم بصحة الطفل وتعليمه منذ الصغر ، ونمحو الأمية وننشر ثقافة الخير ونزرع قيم الجمال وحب الآخرين ، نضمن بإذن الله ، أن ينشأ بيننا شباباً أسوياء ، أصحاء لديهم المناعة الكافية ضد فيروسات الهدم والتخريب وتشويه الأفكار وتضليل الطريق ، وعندهم القناعة التامة بأن تحقيق أهدافهم وتحسين أحوالهم المعيشية لا يأتي إلا بالطرق الشرعية ، ومن خلال خدمة المجتمع والمشاركة في مشاريعه التنموية والنهضوية ، وليس بالارتهان لخوارج العصر من جماعات متطرفة أو منظمات ارهابية ، وإنهم بلا شك سيرفعون من شأن وطنهم ، ويعززون مكانته بين الأمم ، ويذودون عن حياضه زمن الكوارث والمحن .
قال الشاعر جميل صدقي الزهاوي :
إذا ما أقامَ العلمُ رايةَ أمةٍ . . . . فليس لها حتى القيامةِ ناكسُ
Twitter:@bahirahalabi

التصنيف:

One Response

  1. الكاتبة القديرة بهيره سلمت يداك موضوع اليوم رائع جدا ولازم يكون موضع اهتمام الجميع والقائمين والمشرفين على التربيه والتعليم لأنها طريقه صحيحة و الطريقه المثلى لبناء مجتمع حديث وقوي وفعال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *