كثر التلوث .. كيف الخلاص ؟
بقلم : بهيرة محمود الحلبي
يقول المولى عز وجل : ” ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ” . صدق الله العظيم
نعم كثر التلوث والفساد هذه الأيام ، فمن أفكار مسمومة تعطل العقول وتفرق بين القلوب ، إلى بيئة غير صحية تزكم الأنوف وتجلب الأمراض ,إلى دفن للنفايات والإشعاعات النووية تعرض المعمورة إلى خطر العقم وآفة التشوه الخلقي ، إلى انتشار جائر لأطعمة فاسدة ولحوم كاسدة لا تصلح لإنسان ولا حيوان . إلى أعشاب ضارة توصف لكل داء ، إلى ضوضاء وأصوات نشاز تلوث السمع وتقض المضاجع ، إلى مناظر بشعة للهدم والتخريب وصور مؤلمة للقتلى والمصابين تدر المدامع ، إلى مشاهد مؤذية لمخلفات البناء والإعمار، إلى بقايا فضلات مرمية هنا وهناك على قارعة الطريق وفوق أرصفة الشوارع تلوث البصر وتضعف حاسة التذوق والجمال . حين يتجرأ الإنسان على استباحة حقوق أخيه الإنسان – وهو أخ له في الدين ونظيره في الخلق – أن يشاركه العيش الكريم في الماء والكلأ والنار ، يصبح هناك خلل في الأداء وتلوث في النتائج .وقد يكون من أهم أسباب تلويث الفكر عند بعض الناس هو الجهل وقلة الوعي وتردي الأحوال الاقتصادية وضعف الوازع الديني ، الأمر الذي يجعل منهم فئة رخوة غير محصنة تستقبل كل غث وسقيم لا تميز بين الخير والشر ولا بين الصالح والطالح ولا بين الولاء والخيانة ، ولا تتردد أبداً في ارتكاب أبشع الجرائم الإنسانية أو تدمير كبرى المدن التاريخية . وفي المقابل نجد أن تلوث الهواء الذي نستنشقه والتربة التي نأكل من حرثها ، كان سببه هو ذاك العبقري الذي اخترع وسائط النقل المريحة والآلات المتطورة الحديثة والأجهزة الالكترونية واكتشف البارود الديناميت ، وصنع الأسلحة الخفيفة والثقيلة ، ونسي أن يضبط تأثيرها السلبي على الأنظمة البيئية وعلى صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى ، وعلى أمن وأمان البشرية ، فتشبعت البيئة بمضار دخان المصانع ومحطات انتاج الطاقة وأبخرة عوادم المركبات والموجات الكهرومغناطيسية وفقد العالم الملايين من سكانه (ومن العلم ما قتل ).هل يجب أن ندفع ضريبة الحضارة والتمدن ؟ قديما كانت البيئة نظيفة والمياه عذبة نقية، وكان الجو بديعاً ، والحياة بسيطة ، فلا تشتت ذهني ولا أمراض نفسية ، لا صراخ ولا عويل ولا انفجارات ولا تحليق لصواريخ فوق رؤوس الآدميين .لا ملهاة بجهاز ذكي ولا تضيع لوقت في تتبع أخبار الموضة والمشاهير ، لا كراهية ولا تصنيف ، بل هناك حب ووئام وعمل بناء . أما من مخلص يحقق حلمنا بعودة ذاك الزمن الجميل… .العود أحمد والأيام ضامنة … عقبى النجاح ووعد الله منتظر !!!.
Twitter:@bahirahalabi
التصنيف: