عندما يطغى النمو على البقعة الخضراء

• بهيرة محمود الحلبي

لقد أوصى الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ) جيوش المسلمين بعدم حرق المزروعات والبساتين وعدم تلويث مياه الأنهار والبحار وعدم قتل الثروات الحيوانية وعدم التمثيل بقتلى العدو أو الغدر ونقض العهود ..وإذا ما تطرقنا في مقالنا اليوم إلى موضوع انهاك الحرث والسطو على البقعة الخضراء وما يسببه قطع الأشجار من تلوث للبيئة وضرر على الإنسان ، فإننا سنتألم كثيراً لمنظر الأرض اليباب

وقد صارت قاحلة بعد أن كانت تبدو كأنها بساط سندسي ، مطرزة بألوان الزهور البهية ومزينة بالثمار النضرة المفيدة ، تترقرق المياه على جانبيها لتسقيها وتمتد إليها يد الفلاح لتقلم أغصانها وتنعش تربتها .. في أيام الحروب تموت الأشجار نتيجة لآلة القتل والتخريب التي تعصف فيها ، وقد حدث أن أحرقت القوات الأمريكية الغابات الاستوائية في فيتنام وكذلك فعلت فرنسا في الجزائر حيث حرقت ما يزيد على أربعة ملايين هكتار أثناء حرب الاستقلال ..

كما قد تتسبب الكوارث الطبيعة من زلازل وفيضانات .في اقتلاع الأشجار من جذورها وطمس معالم المكان الذي كانت تظلله ، .وقد يزيل التوسع العمراني أسباب وجودها ، وكثيراً ما يقطعها الإنسان بشكل جائر ليستفيد من خشبها في صناعة الأثاث والكماليات .أو وقوداً تقيه برد الشتاء ،

إن المنظر الخلاب للبقعة الخضراء يريح النفس ويهدئ الأعصاب ويعطي الجسم طاقة إيجابية تحفزه على العمل وتبعث فيه التفاؤل بالمستقبل ، وكذلك إن الأشجار تعمل على تنقية الجو لأنها تطرح الأكسجين اللازم لتنفس الكائنات الحية وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون

، فهي تحافظ على التوازن العام للمناخ وتقلل من ظاهرة الاحتباس الحراري .. ومؤخراً انتاب العالم قلقاً متزايداً نتيجة لاضمحلال المساحة الخضراء وللتدهور البيئي الناتج عن انبعاث الأدخنة والأبخرة السامة من المعامل والمصانع ، ومن إرهاق المراعي والإفراط في حرث الأراضي الزراعية ،

ولهذا لجأت بعض الدول إلى استخدام تقنيات جديدة صديقة للبيئة .وعالجت تلك المعضلة بأن أقامت غابات عامودية ، وناطحات سحاب خضراء اعتبرت أبنية سكنية مستدامة تحمي الشقق من الرياح القاسية، والغبار، والضوضاء وتساهم في إنعاش البيئة وتزيد من التنوع البيولوجي في الحياة الحضرية، وتضفي على المدينة منظراً جميلاً قل نظيره.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *