شكراً لكل من أتقن عمله
هناك مقولة شعبية تقول : ( الغالي هو الرخيص) ، أو (اشتري الغالي واترك الرخيص) تلك عبارات تحث الناس على اقتناء الأفضل لأنه يمتلك مواصفات الجودة ومعايير الاستدامة ، التي ستقاوم التلف وتخفض النفقات وتوفر الجهد والوقت وكذلك المال الذي قد يبذل لاحقاً عند صيانة الأدوات التي يشوبها الرخص في المواد والرداءة في التصنيع.
وإذا أخذنا مثالاً عن أكثر الأحجار الكريمة غلاءً في الثمن ، نجد أن الألماس (Diamond) يتربع في القمة ، والسبب في ذلك هو شدة صلابته وقوة تشتيته للضوء ولاستعمالاته العديدة في الصناعات وأهمها صناعة الحلي وعمليات الحفر والتنقيب عن البترول.وهناك أيضاً قصة معبرة تصف حال الفتى الطموح الذي أراد ذات يوم أن يتعرف على تقييمه الوظيفي من رئيسته المباشرة ، فقام بالاتصال بها ،
وقد أخفى حقيقة شخصيته وطلب منها أن تقبل عرضه المغري وتوافق عليه كعامل يشذب حديقتها وينظف الممرات فيها ويسقي زرعها بأقل أجر، فما كان من تلك المرأة صاحبة العمل إلا الإجابة بالرفض والاعتذار عن تلبية رغبته،لأنها راضية كل الرضى عن الشخص الذي يقوم بتلك المهام ولا تريد استبداله بأي عامل آخر ، وحينها فقط تأكد هذا الفتى أنه كان يحسن في أدائه للعمل لدرجة جعلت تلك السيدة تقدر خدماته وتتمسك به رغم كل المغريات .الاتقان في العمل ترفع من قدرك، أو حتى في العبادة وتحصيل الأجر ،
يقول الحديث الشريف : “إن الله يحب إن عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” .نعم . لقد صدقت يا رسول الله ، فالإتقان هوعمل محبب يتوق إلى تلمسه كل عاقل ، وهو مطلب اقتصادي وتخطيط استراتيجي. ومن منا لا يرغب بالسكن في بيت مدعوم ببنى تحتية متطورة ومتينة ، ومن منا لا يفضل أن يتعلّم أبناؤه في أحسن المدارس وأرقى الجامعات، ومن تراه لا يبحث عن أحسن الأطباء وأفضل الخدمات الطبية عند حاجته للعلاج واجراء العمليات !! ومن منا لا يعشق الجمال في مدينته ، ولم يتغن بانتظام مرافقها ونظافة شوارعها ولم يعجب بالتخطيط العمراني السليم فيها .إن هذا التفضيل وذاك التمييز لنيل المنتجات الأصلية والخدمات الراقية هو مطلب مباح وحق مشروع ،
فتحية إجلال وإكبار لكل من أتقن عمله وأفنى عمره في تصديرنا مقطوعاته الفنية الجميلة ولوحاته الإبداعية وموسيقاه الخالدة ، وشكراً لذاك العالم والمفكر والباحث الذي ما انفك عن مختبره يجري التجارب العديدة ليثري البشرية بمزيد من الانجازات والمبتكرات ، شكراً للأم التي رعت أبناءها وأحسنت تربيتهم وللأب الذي شاركها المسؤولية ، شكرا للقاضي الشجاع الذي لم يقبل رشوة ولم يخاف التهديد وحكم بين الناس بالعدل ، شكرا للجندي الذي سهر على الثغور ولم يخن الوطن ، ولرجل الأمن الذي حمى السلم الاجتماعي، يقول المولى عز وجل : “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” …صدق الله العظيم
التصنيف:
اتقان العمل اول طريق النجاحفي الحياه
…..بارك الله