حتى تثمر مشاريع الشباب الصيفية

• بهيرة محمود الحلبي

قديماً في مدينة دمشق ، كانت هناك تجارب ناجحة لاستيعاب الطلبة خلال العطل الصيفية ،وتوجيههم نحو الاستغلال الأمثل للوقت والاستثمار الأفضل لطاقاتهم الحيوية بالشكل الذي يعود عليهم بالنفع المادي وينمي قدراتهم ومهاراتهم اليدوية ،،، حيث كان صاحب المنشأة الصناعية والمحال التجارية وصاحب الحرف اليدوية الذي كان يعاني من قلة توفر اليد العاملة أثناء العام الدراسي ، يفرح بقدوم الإجازة ويعتبرها فرصة لملء الشواغر من القوى العاملة ، وتدريب أبنائه وأقاربه على آليه العمل الجاد في منشأته ، وكيف يحافظ على كيان ذاك المصنع وعلى أسرار هذه المهنة التي ورثها عن آبائه وأجداده ، أما الطالبات فكان توجههن الالتحاق بورش السيدات من أجل تعلم فن الخياطة والتصميم والتجميل وفن الطهو وصنع الحلويات ، وبالإضافة إلى ذلك فقد كان الكثير من الطلبة ممن لم يتوفر لهم فرص التدريب العملي والحرفي يلتحقون بالدورات التعليمية المهنية والتقنية المجانية التي تطرحها مراكز الثقافة الشعبية التي كانت تخدم المجتمع وتقدم دورات في مجال : ( اللغات والحاسب الآلي والخط العربي والحلاقة والخياطة والموسيقا … ) ..
ونحن نستعد لعطلة صيفية طويلة تصل مدتها إلى أربعة أشهر ، جدير بنا أن نقترب من أبنائنا أكثر ونتحاور معهم ونتفهم رغباتهم والمجال الذي يستهويهم للانخراط فيه وفقا لفئاتهم العمرية وللإمكانيات المتاحة في نطاق سكنهم ، وما دشنته وزارة التعليم مؤخراً لبرنامج “إجازتي” يعتبر إضافة نوعية لاستثمار طاقات ومواهب الشباب تحت شعار «إجازتي.. صيفك سعيد وقتك مفيد»، بالشراكة مع عدد من الجهات التنفيذية والداعمة والمساندة ، حيث يقوم البرنامج على أربعة اتجاهات رئيسة «الترفيه، التوظيف الصيفي، السياحة، التطوع » ويعتبر استكمالاً لبرنامج “فطن” ، وستقام فعالياته ضمن أنشطة أندية المدارس والأندية الموسمية وأندية المؤسسات التعليمية ، وتبلغ ميزانيته حوالي 32 مليون ريال .هذا المشروع سيعمل بلا شك على تصحيح مسار الطلبة ويحميهم من الفئات الضالة التي تلوث العقل وتشل التفكير ، وسيشركهم بفعاليات ترفيهية ويقوي مهاراتهم المهنية التي سيطلبها سوق العمل كما وسيعرفهم على معالم الوطن التاريخية والحضارية ويشجعهم على السياحة الداخلية ويعزز لديهم قيم التطوع والمسؤولية الاجتماعية ..
ندعو لهذا المشروع بالنجاح ، ونتمنى في الأعوام القادمة أن يخصص جزء من ميزانية هذا البرنامج في بناء مدارس لتعليم المهن والحرف اليدوية نحيي من خلالها موروثنا الثقافي وفولكلورنا الشعبي وندرب بها أبناءنا ومنذ نعومة أظافرهم على مهارات المصنوعات اليدوية ، وعلى تذوق الفنون التطبيقية ، وعلى الاتقان في العمل والتعود على الصبر ، الأمر الذي سينعكس ايجاباً على أدائهم في الحياة وعلى سلوكهم في المجتمع ، فيجعلهم أكثر نضجاً وأقوى شخصية وأكثر سعادة وهم يشعرون بمتعة الإنتاج ونشوة الإبداع. وقديماً قالوا : صنعة في اليد أمان من الفقر.
Twitter:@bahirahalabi

التصنيف:

2 Responses

  1. كلام جميل وفعلا نحتاج تعليم الحرف اليدوية.

  2. مقال ممتاز وينبغي استفلال فترة العطلة الصيفية فيما يفيد من الانشطة العلمية والرياضية والترفيهىة . لكم تحيات د. حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *