أطفالنا ، براءة ناصعة كبياض الثلج ، براعم ورود جميلة بانتظار تفتحها لتملأ حياتنا بهجة وسعادة وتفوح بالوجود روحا ورياحين وبساتين جنان … فلماذا نغفوا عنهم وندعهم في أيد غير أمينة ، فيسقطوا في أحضان ذئاب بشرية تنتهك حرماتهم في وضح النهار

وفي دجى الليل تتحرش بهم بأغلى ما يملكون وهم عنه غافلون . هؤلاء أمانة اودعهم الله لمن يستحقها ،، فكما هي الجواهر الثمينة نحرص عليها ونخبئها عن أعين الطامعين وضعاف النفوس من اللصوص ،

كذلك هم الأطفال يعلون على نفائس الأرض وكنوزها ، ومن حقهم علينا حمايتهم والدفاع عنهم من كل معتد أثيم ،، لقد كثرت في الآونة الأخيرة أفعال التحرش الجنسي بالأطفال ، وصار له مروجون يتواصلون مع الأطفال بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات تبث الرذيلة أو سناب شات تغري الأطفال وتستدرجهم مقابل مكافآت مالية أو هدايا عينية ،

ليقع الطفل ضحية هؤلاء الشاذين . فالتحرش الجنسي هو كل فعل يخرج من شخص بالغ تجاه طفل ما بهدف اشباع رغبة جنسية لديه سواء عن طريق لمس الأجزاء الحساسة في جسد الطفل أو تقبيله من شفتيه أو مناداته بألفاظ تتضمن معان ايحائية أو عرض عليه مواد على هيئة صور عارية أو مشاهدة فيديوهات البورنو، أو افتعال مشاهد له في أوضاع تخدش الحياء .

والمتحرش قد يكون من أفراد العائلة الواحدة ، أو مدرساً ، مدرباً ، طبيباً ، عاملاً ويمكن له أن يٌمارس هذا الفعل المشين في المدرسة أو النادي أو المطعم أو السوق أو حتى في داخل سور منزل الأسرة ، وفي هذا قصة لفتاة صغيرة لم تتعد العاشرة من عمرها يتحرش بها عمها شقيق والدها المتوفى ،

حيث قادها حظها العسر إلى هذا الرجل الأرعن فتوكل له حق رعايتها والصرف عليها بعد غياب الأب … وعلينا كآباء وأمهات أن نقترب من أطفالنا أكثر ونصادقهم ونتحاور معهم حتى يفصحوا لنا عما يتعرضون له من تحرش وتعنيف ، وأن نثقف أنفسنا أولاً بهذا الشأن ، وليكن في علمنا أن الطفل الذي يخشى الذهاب إلى مكان محدد أو البقاء مع شخص بعينه أو يستخدم ألفاظا وتعبيرات جنسية في كلامه أو مسميات غريبة على أعضاء جسمه ،

والذي يواجه مشاكل في النوم ولا يرغب أن يجلس في الغرفة بمفرده ، هو ذاك الطفل الذي حصل له ما كنا نخشاه ، والواجب يقتضي أن نعالجه ونحميه ليتخلص من آثار الهول الذي انتابه ونبدد مخاوفه في حدود التوعية والسلوك الصحيح .. كما يتوجب علينا أن نعلم طفلنا أن أجزاء من جسده هي خاصة به ،

لا يحق لأحد رؤيتها أو المساس بها ، وأن يتجرأ على قول ” لا ” حين يداهمه خطر التحرش ، كما ويتحتم علينا أن نعزز ثقته بنفسه وبأهله الداعمين له وأن يقتنع بأن لا أحداً يستطيع تهديده أو إخافته عن طريق الكلمة أو الضرب إن هو أفشى سر من يبتزونه ، ويتوجب عليه الدفاع عن نفسه بكل ما اوتي من قوة كأن يبكي أو يهرب أو يصرخ طالباً النجدة ….
والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين ..
ويا ربّ من أجل الطفولة وحدها … أفض بركات السلم شرقا ومغربا
وصن ضحكة الأطفال يا ربّ إنّها ..إذا غرّدت في موحش الرمل أعشبا
Twitter:@bahirahalabi

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *