أقوال من الأدب الساخر
حين تبكي من فرط الضحك وفي الوقت ذاته نفسه تضحك من فرط الألم.. فتلك هي الكوميديا السوداء التي تعري الزيف وتكشف الأخطاء وتحد من الفساد بطريقة أدبية محببة تبتعد عن التهريج وبذاءة الألفاظ ، وهي أيضاً السخرية الواعية التي تحمل في طياتها المعنى والعمق والبعد الثالث لما وراء الأحداث ، حيث يقول الأديب الفلسطيني إميل حبيبي :” إنها سلاح يهز عرش الظالمين” . كتّاب الأدب الساخر سواء الروائيين أو المسرحيين أم الشعراء ، يجدون في هذا النوع من الأعمال ، متنفساً لحياتهم الصعبة التي مروا بها، ووسيلة للدفاع عن قضايا مجتمعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية . ويعتبر جورج برنارد شو، الأديب المسرحي الايرلندي، والحائز على جائزة “الأوسكار” في القرن الماضي، من أشهر الكتاب الساخرين حيث كان نصيراً للفقراء، يرفض أن يزور أمريكا لكي لا يرى تمثال الحرية ينصب في بلد يُهان فيه الإنسان، ومن أشهر عباراته : ” العربة الفارغة أكثر جلبة من الممتلئة ” . ” القراءة جعلت دونكيشوت إنساناً محترماً لكن تصديقه لما قرأ جعله مجنوناً ” .أما الصحفي جلال عامر، الذي يلقب في مصر بأمير الساخرين فله عبارات تمتلئ بالمرح والبشاشة لكنها تخفي خلفها أنهار من الدموع ، ومن أشهر مقولاته : ” في بلادنا الكراهية تجمع والحب يفرق، انظر إلى الملايين الذين تجمعوا على كراهية مبارك ثم تفرقوا أحزاباً أمام حب الوطن ” ، ومن سورية كان الكاتب المسرحي محمد الماغوط يصور بشكل ساخر حالة الخوف والهذيان التي تعتري الإنسان حين تستلب حريته في التعبير ، ومن أشهر ما قاله : “كي تكون شاعراً عظيماً يجب أن تكون صادقاً ، ولكي تكون صادقاً يجب أن تكون حراً ، ولكي تكون حراً يجب أن تعيش ، ولكي تعيش يجب أن تخرس “. أما في الشعر ، فقد حظيت قصيدة ” احترامي للحرامي ” للشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، باهتمام شعبي واسع وكان لها وقع في النفس وتأثير في الوجدان ، لأنها تتسم بصدق الكلمة وجمال الصورة الساخرة من مظاهر الفساد الإداري ، يقول المقطع الأول فيها: احترامي للحرامي. صاحب المجد العصامي..صبر مع حنكة وحيطة … وابتدأ بسرقة بسيطة.. وبعدها سرقة بسيطة ..وبعدها تعدى محيطه ..وصار في الصف الأمامي …احترامي للحرامي !!!!.
التصنيف: