انقذوا من تهدد بشبح المخدرات

• بهيرة محمود الحلبي

من منا لا يتمنى أن يعيش حياة كريمة تغمره السعادة والحبور ، ويشغله العمل الجاد المنتج الذي يمنحه سمعة طيبة ومكانة عالية في المجتمع ، وقد خصه الله بملكات عقلية وقدرات جسدية تفوق بها عن سائر المخلوقات والكائنات الحية ، قال سبحانه تعالى :” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” .
هناك للأسف بعض من ضعاف النفوس وقليلو الحيلة ومسلوبي الإرادة ، من ضلّ طريقه فارتكب الجرائم واقترف الموبقات ومارس المنكرات ، وصار في عداد المجرمين والمدمنين والإرهابيين . ولعل أخطرهم ، هو من انزلق إلى هاوية الإدمان على المخدرات التي صارت آفة العصر ولعنة هذا الزمان ، فقد ابتلي بها فأهلكته وحطت من قدره ، وفتكت بعقله وبصحته وببيئته وثقافته . وبسبب ضعف الوازع الديني وضعف المقاومة عند بعض الشباب ووجود الفراغ والبطالة في حياتهم ، بالإضافة إلى تفكك الأسر وغياب الرقابة المنزلية عن الأبناء وإدمان الوالدين وتخليهم عن مسؤوليتهم في الرعاية ، وبسبب انتشار الدعاية المضللة لتعاطيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من قبل مروجين يتنافسون على عرضها في الأسواق بأرخص الأسعار ، ازدادت نسبة المتعاطين للمخدرات وانتشرت هذه المادة السامة بين فئة الشباب والمراهقين كانتشار النار في الهشيم .وخاصة في محيط عالمنا العربي . ومما زاد الأمر سوءاً أن أكثر أنواع المخدرات رواجاً وأكثرها ربحاً لدى تجارها هو حبوب الكبتاجون المغشوش الذي ينتج في مصانع غير قانونية لا تلتزم بالمقاييس العلمية ، فتخلط مادة الامفيتامين المخدرة مع مادة البانادول والباراسيتامول والرصاص التي تتلف الكبد وتؤذي الجهاز العصبي وتجعل المتعاطي يضاعف من معدل تناوله لها لكي يصل إلى الخدر أو النشوة المطلوبة ..وحديثاً دخلت الأسواق أشد أنواع المخدرات ضرراً بالإنسان وهي مادة الشبو أو ما يدعى بالكريستال ميث (الممنوعة عالمياً ) التي تجعل من يتجرعها يدمن عليها من أول مرة ويصبح مستعداً لفعل أي عمل ارهابي يطلب منه من أجل أخذ جرعة ثانية ..هذا بالإضافة إلى تسببها في فقدان الأسنان وسقوط الشعر وجفاف البشرة وظهور الشيخوخة المبكرة والإصابة بالشلل الرعاشي والوعي المشوش والدخول في غيبوبة تمتد إلى يومين أو ثلاثة ، يرافقها هلوسة وبداية ظهور الأمراض العقلية كالاكتئاب والذهان الذي يصاحبه فقدان لسلطة الكلمات ، وفصام في الشخصية ( الشيزوفرينيا ) فيصبح غير قادراً لإدراك الواقع وتتسم تصرفاته بالعنف والعدوانية تدفعه في كثير من الأحيان إلى الانتحار .
وهكذا نرى أن المدمن قد أصبح في عداد المواطنين العجزة ، ويتوجب علينا معالجته نفسياً ودعمه معنوياً وإعادة تأهيله بكل رفق وحنان حتى يتعافى وتقوى ثقته بنفسه ويتمكن من ممارسة دوره الأسري والمجتمعي ، وأن يخضع إلى معالجة خلال فترة سحب السموم من جسمه وأثناء الفترة التأهيلية وأن يتابع من قبل الأهل حتى بعد خروجه من المركز الصحي لكي لا تنتكص حالته ويضعف أمام المؤثرات الخارجية والمغريات المحيطة به ، وعلى المجتمع كافة معاونة هيئة مكافحة المخدرات لنقضي على شبح هذا السم القاتل الذي يفتك بشبابنا، وأن نكثف من البرامج التوعوية في المدارس والمؤسسات التعليمية يشرف عليها اخصائيين نفسيين واجتماعيين يقللون من التهويل ويكثرون من المعلومات الدقيقة والحقائق العلمية.
Twitter:@bahirahalabi

التصنيف:

One Response

  1. مقال جميل نعم المدخرات وسوء تصنيعها أصبحت آفة المجتمع اوضحت الأخت بهيره بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *