حديث اﻟﻤﺠتمع … خادم الحرمين : العالم إلى كلمة سواء

Avatar

حرصت على متابعة أعمال وتوصبات المؤتمر العالمي للحوار الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين راعي الحوار الوطني والإنساني الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله وأمده بعونه وتوفيقه وسدد على طريق الخير خطاه لمستقبل هذا الوطن واستقرار عالمنا الواسع الذي أصبح على شفير الصدام بسبب عصبية الانتماءات .
وبعد بسم الله وعلى بركته بدأ المؤتمر بكلمة خادم الحرمين الشريفين ليستمع العالم إلى لغة جديدة كاد أن ينساها مع من قسموا البشر إلى فسطاطين وأجرموا بحقهم بالإرهاب باسم الدين ، والدين منهم براء .. ومن قسموا العالم إلى معسكرين بلغة السياسة والقوة لتحقيق أغراضهم وأطماعهم . وقد أعاد خادم الحرمين الشريفين الإنسانية إلى جذورها بأننا جميعا نؤمن برب واحد بعث الرسل لخير البشرية في الدنيا والآخرة ، وأن حكمته سبحانه وتعالى أن يختلف الناس في أديانهم ، ولو شاء لجمع البشر على دين واحد .. والتأكيد على أن هذا المؤتمر والاجتماع إنما يؤكد أن الأديان التي أرادها الله سبحانه لإسعاد البشرية يجب أن تكون وسيلة لسعادتهم .
كما أعاد خادم الحرمين الشريفين قضية الصراع والنزاعات الفكرية والعصبيات إلى جذورها بأن البشرية تعاني من ضياع القيم والتباس المفاهيم ، وتمر بفترة حرجة تشهد رغم التقدم العلمي ، تفشي الجرائم وتنامي الإرهاب وتفكك الأسرة وانتهاك اﻟﻤﺨدرات لعقول الشباب واستغلال الأقوياء للفقراء ، وهذه كلها نتاج الفراغ الروحي الذي يعاني منه الناس بعد أن نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، ولا مخرج لجميع البشر إلا بالالتقاء على كلمة سواء عبر الحوار بين أتباع الأديان والحضارات ، وهو مأكد عليه إعلان مدريد .
نعم صدقت القول والفعل والجهد يا خادم الحرمين ، وهذا عهد شعبك وأمتك والعالم بكم ، فقد حددتم الداء والعلل التي تنهش في استقرار شعوب شتى وأمم عديدة والبشرية بأن فشل معظم الحوارات في الماضي لأنها تحولت إلى تراشق يركز على الفوارق ويضخمها ، وبأن هذا مجهود عقيم يزيد التوترات ولا يخفف من حدتها ، وبالتالي فإن العلاج والوقاية كما حددتها يا راعي الحوار حفظك الله ، بأن هذا اللقاء التاريخي إذا كان يراد له أن ينجح فلابد أن تتوجه البشرية إلى القواسم المشتركة التي تجمع بينها وهي الإيمان العميق بالله والمبادئ النبيلة والأخلاق العالية التي تمثل جوهر الديانات .
وكما أكدتم يا خادم الحرمين على أن الإنسان قد يكون سببا في تدمير هذا الكوكب بكل ما فيه ، صدقتم في تحديد الحل والعلاج بأن الإنسان هو أيضا قادر على جعل الكوكب واحة سلام واطمئنان يتعايش فيه أتباع الأديان والمذاهب والفلسفات ، وقادر بعون الله على أن يهزم الكراهية بالمحبة والتعصب بالتسامح وأن يجعل جميع البشر يتمتعون الكرامة التي هي تكريم من الرب جل شأنه لبني آدم أجمعين .
جزاكم الله خيرا يا خادم الحرمين الشريفين على ما تقدم للبشرية من نهج ورؤية وأرضية صلبة وقواسم مشتركة للحوار ستكون بإذن الله سبيلا للعقلاء في هذا العالم من كافة الأديان والفلسفات ليكون الحوار هو الركيزة للتقدم الهائل الذي تشهده البشرية ويمنحه معناه الحقيقي من سعادة البشر .
والتقدير لرابطة العالم الإسلامي ، ولمعالي أمينها العام الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي على هذا الجهد في ترجمة دعوة خادم الحرمين الشريفين وتوصيات مؤتمر مكة المكرمة ، بتنظيم المؤتمر العالمي للحوار في أسبانيا ملتقى الحضارات وداعمة السلام ، وتأكيد معاليه ، وفقه الله ، على دفع جهود الحوار العالمي ، انطلاقا من تعاليم الإسلام السمحة بالمساواة إلى البشر ، ومقومات الحضارة الإسلامية بالانفتاح على الآخرين ، وأن التحاور المتجرد لوجه الحق والإنصاف مع النفس ومع الآخر وتجاوز التاريخ المسيء واستحضار النية الصادقة هو السبيل إلى أرضية مشتركة تنفع الناس وتمكث في الأرض.

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله إبراهيم السقاط
مكة المكرمة – فاكس 025496959[/COLOR][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *