حكي لي أحد الاخوان قصة فيها عبرة وهدف ومغزى فيسرد حكايته بقوله أعجبني وأبهرني ما يقوم به هذا المستشفى من التحول الى العمل الالكتروني وحجز المواعيد إلكترونيا بالساعة والدقيقة والثانية وتأكيدا للنظام والوقت تأتيك رسالة على جوالك برقم وتاريخ الحجز وساعة الدخول على الدكتور مذيلة بالتعليمات وأن تحضر قبل الوقت بعشر دقائق وبعدها تتوالى عليك رسالة بالتذكير بالموعد ، فبصراحة ذهلت لذلك وقلت وصلنا الى التقدم واحترام الوقت وبداية طريق الرقي والحضارة ، وفعلا في الوقت المحدد بدقائق وحسب التعليمات ذهبنا أنا وزوجتي الى المستشفى ، وإذا المرضى المنتظرون زحمة على أبواب العيادة في انتظار الدخول للطبيب ، ففتحت الممرضة الباب وأعطيتها ورقة الموعد بكل ثقة فأنا على الموعد ولا أخلف الميعاد ،

وبعد ذلك تخرج الممرضة وتقول هذه الورقة مافيها الوقت ففتحت جوالي وقلت هذا وقت الموعد قالت لابد ان تذهب الى مدير العيادات حتى يثبت ويكتب لك الوقت على الورقة وذهبت بسرعة الى مدير العيادات وثبت الوقت وعدت بسرعة الي عيادة الطبيب واعطيتها الورقة وأخذتها وقفلت الباب فأنا أحترم الوقت ونظامة فالوقت من ذهب ، وآتي موعدي وأنا انتظر ويفتح الباب وتكلم مريض آخر وانا صابر وينتهي المريض ويفتح الباب وتكلم مريض اخر فقلت موعدي قالت بالدور قلت أبحث لها عن عذر وأصبر وصابر وأحتسب لعلها خيرة ، فكل تأخيرة وفيها خيرة ،

وجلست في صالة الانتظار وانا أراقب الساعة وأعد الدقائق والثواني ، وأثناء ذلك راقبت وتأملت في الحضور المنتظرين لأدوارهم بقلق وإذا هذا يلمس انفه والآخر يلمس بطنه وهناك آخر يلمس رأسه ، وأنا أتأمل ذلك من طول الانتظار فمن حيث لا أدري ولا أشعر أصبحت أحك شعري وأحيانا أنفي وأحيانا بطني وأحيانا جوالي ومن طول الانتظار والقلق تحولت إلى عادة تصل إلى حد الهرش ،

وعيني على باب العيادة وكل مافتحت الباب والممرضة تنادي على اسم غير اسمي وأصبحت أراقب الباب وأقول لها وقد طارت شعاعا وتقول لي بالدور فأيقنت أن ليس لي حظ مع هذا الجنس وأنا أعرف أن حظي قد مات من قديم وطار وطار مع هموم الدنيا ومشاكلها ومتطلباتها ونتيجة لذلك ولما أيقنت بذلك وأكثرت من الهرش وأستعنت بزوجتي فقالت هذا اللبس الذي تلبسه الممرضة يدل على انها متدربة وطالبة الى الان ولَم تدرك أهمية الوقت لكن خفف على نفسك ورويدك يا زوجي وأنا أذهب لها ، فذهبت لها وكلمتها بعد أن كل صبري وقالت لها مابالك لم تراع الموعد ،

فقالت لها صبرا وستدخلون على الطبيب قبل صلاة الظهر وقبل الذهاب الى الصلاة فقلت ياصبر أيوب وصبرا على باب الطبيب صبرا فالعاقبة تحتاج صبرا ورجعت الي الحالة مرة أخرى أستأنس بها وأستعين بها حتى يكتب الله أمره ، ولَم يأت الموعد الا بعد ساعة وأكثر ، وأخيرا دخلت على الطبيب وقلت للطبيب ما يصير الوقت من ذهب وانا موعدي الساعة الحادية عشرة ولَم أدخل الا بعد أكثر من ساعة فنطقت وأطلقت علي رصاصة الرحمة وقالت آسفين ياعم وأختفت خلف الستارة فقلت كمان ياعم فصبرت وعاودتني الحكحكة مرة أخرى حتى وصلت لحد الهرش ،، وخرجنا من الطبيب مع صلاة الظهر ولَم أتمكن من صرف العلاج من الصيدلية بسبب إقفالها من أجل أداء الصلاة ،

فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولاحول ولاقوة الا بالله وأستغفر الله ، ولما ركبت سيارتي واذا برسالة جوال تشكرني على زيارة المستشفى وتطلب التقييم فقلت شكرا للتقنية الالكترونية وياليت نغير في فكر البشر حتى نطبق ما طبقناه في وسائل التقنية فالتقنية تعمل بكل دقة وتلتزم لكن التطبيق على أرض الواقع يحتاج الى مزيد من العمل والدورات والمتابعة حتى نلتزم ونصل الى التطبيق الصحيح المتوافق بين الاتصال الإكتروني والواقع البشري.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *