[ALIGN=LEFT][COLOR=darkblue]محمد لويفي الجهني[/COLOR][/ALIGN]

سألني ابني سؤالاً صعباً ومفاجئاً وأصابني بالذهول والحيرة من هم الدرباوية ومامعنى الكلمة احترت ماذا أقول له وكيف أجيبه على هذا السؤال هل أقول له هم المفحطون هم أرهابيو الشوارع هم الاشقياء هم شباب طائش شباب بلا هدف،هل هم كذلك أنا لم اشاهد الدرباوية وهم غير موجودين في منطقتنا ولله الحمد لكن سمعت بهم وقرأت عنهم كلاماً لايقال فكيف اجاوب ابني المنتظر للاجابة هل أقول له حقيقتهم المرة، احترت كثيرا في البحث عن إجابة اخيرا قلت له هم شباب مخالفون النظام والتربية وسيقبض عليهم الامن ويدخلهم السجن فاقتنع ابني بالإجابة الحائرة ودعا لهم بالهداية.. لكن بدأت أفكر في الوضع وفي عدد من الكلمات الطارئة لامعنى لها والمنتشرة في المجتمع عبر الاعلام ووسائل الاتصال الحديثة منها درباوية كدش أبو سروال وفانيلة مع نفسك يمغن وغيرها من العبارات التي تنم عن تخلف فكري وفراغ أخلاقي وتربوي، فكلمات نسمعها ليست ككلامنا كلمات طورانية استقبلها المجتمع ورددها وأرسلها دون أن يدرك معناها فصارت هذه الكلمات جزءاً من ثقافتنا وواقعنا المرير الذي أنحرف عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وعن الطريق الصحيح وهذا مؤشر لمستقبل ملئ بالأخطار والتخلف الفكري والأخلاقي والتربوي وبدأت تتسع دائرة الانحراف بانتشار عدد من الافكار والكلمات والعادات السيئة وبدأت المشاكل تكبر وتصل إلى درجة الظاهرة المخيفة والمؤثرة على أبنائنا وذلك لانعدام المتابعة في كثير من الاسر من قبل الوالدين، فترك رب الاسرة مسؤولية التربية والمتابعة وترك المجتمع النصيحة والتعاون على البر والتقوى وأثر التفكك الاسري والاجتماعي والمدنية والحضارة وتأخر الانظمة المنظمة للتطور المدني والسكاني وكذلك انعدام الموجه والقدوة في الاسرة والحي في كثير من الاسر وأيضا الفراغ والحاجة وعدم وجود العمل كل ذلك قد يساهم في ظهور هذه الانحرافات والكلمات التي تضيع هويتنا و حضارتنا وثقافتنا، فالشباب هم عماد الامة ومستقبلها. فخطط الاعداء الحديثة تقول دمروا الشباب بأي وسيلة كانت سواء بالمخدرات او بالانعدام الاخلاقي والقيمي والفكري . فعلينا أخذ الحذر فبوصلتنا انحرفت وتحتاج إلى تغيير سريع إلى الطريق الصحيح حتى نعرف إلى أين يتجه شبابنا ومن يؤثر فيهم ويوجههم وماهي أهدافهم، فواجبنا أن نحتوي شبابنا ونوجههم بالطرق الصحيحة ونحصنهم وذلك بإقامة البدائل الترفيهية الموجهة لشبابنا من أندية رياضية وقاعات وحدائق واستخراج هوايات الشباب المتعددة وإقامة المحاضرات واحتواء الشباب في أماكن عامة وتوفير متطلباتهم ومتابعتهم وحصرهم في أماكن الضوء بدلاً من ترك الشباب بطيشهم وحبهم للمغامرة والبحث والاكتشاف لمن يحبون ان تشيع الفاحشة في المجتمع فيوجهونهم للعمل في الخفاء والظلام بعيداً عن الانضباط الاخلاقي والرقيب الاسري والحكومي فتنعدم قيمهم وأخلاقهم وتصدر منهم أعمال وكلمات غير سوية وإذا ضاع الحياء ولم تستحِ فأفعل ماتشاء .. فلنتعاون لاحتواء شبابنا وكلماتهم وأفعالهم ونوجههم التوجيه الصحيح حتى نحافظ على قيمنا وأخلاقنا فديننا دين القيم والأخلاق وبالأخلاق ترتقي الامم وتصل إلى التطور في كل المجالات …
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *