للجدال تعريفات كثيرة منها مقابلة الأدلة لظهور أرجحها ودفع المرء خصمه عن فساد قوله بحجة وبرهان وهو المناظرة والحوار والرأي والتفلفس والمناقشة والتنازع والمقابلة والمخاصمة والمفاوضة للمنازعة والمغالبة والجدل يكون بين طرفين كلا يحاول إثبات رأيه بكل الوسائل المتاحة والإنسان بطبعة مجادل مهما وجدت الحجج والبراهين والجدل آفة عظيمة وداء عضال تمكن من كثير من الناس وساهم في ذلك وسائل الاتصال المختلفة فانتشر الجدال في المجالس والمنتديات والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي فتراهم يتجادلون ويتناقشون ويماري بعضهم بعضا وغالبا تثار الخصومات والعداوات بينهم فلا تستغرب أن رأيت احدهم وقد انتفخت عروقه وأحمر وجهه وأرتفع صوته وقد يخرج منه كلام غير لائق أدبيا أو يتحول النقاش الي تشابك بالأيدي او حوارا للطرشان غير مفهوم وواضح فكلا يحاول أثبات رائه ونفسه علة حساب الأخر وهذا نتاج وعي ناقص لمعنى النقاش فما يطرح أحدهم فكرة ورأي معين حتى يكون الجدال العقيم كلا يحاول أن ينتصر لرأيه مبينا رأيه على اختلاف المفاهيم وتباين العقول ومستويات التفكير فالاختلاف لا يفسد الود للذين يتحاورون في حدود العقل والمنطق والإثبات والعلم بأدب وحدود النقاش لكن غالبا ما يتحول النقاش إلي أفساد للود وخصام وخلاف وتقطيع الأرحام،

وهذا غالبا مايكون بين الحمقى والجهلاء والمتطرفين والمتعصبين لأرائهم فكم من خصيم لديد خاصم ففجر والمجادلون يجادلون في كل المواضيع العامة والخاصة فتجهم يضعون الحلول في السياسة والاقتصاد ويحلون كل مشاكل الدول في جلسة جدال على فنجال قهوة ومع انتهاء الجلسة ينتهي الجدال بما له وماعلية وغالبا المجادل والمنظر تجده لايعمل كسول كما وصف ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث قال أذا أراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل ومنعهم العمل .

وفعلا تجد المجادلون أخروا إعمالهم من أجل الجدال وكثيرا مايكون جدالهم على أشياء وأحداث من الماضي ولا أهمية ومعنى لجدالهم وأرائهم فمثلا فاز فريقنا المفضل ومن يفوز بكأس العالم ولماذا انهزم الفريق وهل الكرة هدف وهل الهدف تسلل ام صحيح فكثيرا ماتخاصم الإخوان وزملاء العمل والأصحاب من أجل التعصب الأعمى لألوان الأندية وهذا النوع من الجدال مذموم لكن هناك جدال محمود وواجب يتميز بإظهار الحق بالحكمة والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة والحجة الواضحة والصوت الهادي ومخاطبة الناس ومجادلتهم حسب عقولهم ومستوى تفكيرهم وبالتي هي أحسن ليظهر ويثبت مايجادل فيه بالبراهين و القصد من جداله الوصول إلى الحق.

وفي الجدل المحمود كلا يلتزم بآداب المجادلة والمناظرة والحوار الهادف وهو بهذا يسمع له ويحترم رأيه ويكون قد حقق الهدف من الجدال . وهذا الجدال المحمود الممدوح الواجب .أما الجدال العقيم فعلينا تركه و البعد عنه حتى لاننساق الي الجدل المحرم فكلامنا مكتوب علينا ومحاسبين عليه في الدنيا والآخرة وإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب والعمل أفضل من التمني والجدال.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *