عوض الردادي.. الإداري الإنسان

“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية..

قبل أيام فقدنا أخاً عزيزاً وصديقاً كريماً.. عمل وكيلاً لوزارة الشؤون الاجتماعية وكان طوال خدماته في الشؤون الاجتماعية مثالا للمسؤول المخلص الأمين عطاءً ووفاء لهذا الوطن وقيادته. عرفته عن قريب إنساناً نبيلاً يهتم بأمور المراجعين ويقابلهم بوجه بشوش. حريصاً على قضاء حاجتهم.

وكما هو معلوم فان معظم مسؤولياته تتعلق بالمعاقين والايتام والارامل وقد حضرت أكثر من منافسة تقام في أيام الشهر المبارك شهر رمضان العظيم تقيمها الشؤون الاجتماعية للأيتام بحضور وزيرها في تلك الفترة الدكتور علي بن إبراهيم النملة. وفي احد هذه المناسبات رأيت الأستاذ الردادي رحمه الله بين الأطفال الايتام يشاركهم الإفطار قبل هذا ويمسح على رأس ذاك عمق انساني عظيم يدل دلالة واضحة على ما يكتبه رحمه الله من معان إنسانية سامية لهؤلاء الاطفال. انه السمو والإنسانية التي يحملها الردادي رحمه الله. واسكنه جنات النعيم. ولم تتوقف المعاني الإنسانية عند الفقيد فقد ودع زملاءه عند اختياره عضواً في مجلس الشورى برسالة خطية ندية عميقة في معناها ومبناها.

حيث قال: ان غادرت هذا المكان.. فقد بقيت لكم الذكرى الطيبة.. وما لمسته منكم من مشاعر اخوية خلال الايام الماضية لا استطيع التعبير عنها.. وسوف نبقى إخوة متحابين.

فالمنصب لابد ان تكون له نهاية. ولكن الاخوة والمودة هي الباقية.

ما أعظم الكلمات. وما اعمقها وهي تصدر وفق انسان نبيل. أفنى عمره إخلاصاً وعطاءً لشريحة من المعاقين والأيتام تاركاً سيرة عطرة في العمل الاجتماعي والإنساني. كان رحمه الله ودوداً محباً للجميع. يخاطب زملاءه بالحب الكل سواسية يعملون جميعاً كفريق واحد تذوب فيعه المستويات الوظيفية هذه رسالة المرحوم لزملائه يركز فيها بالاهتمام والعناية بالفئيات المحتاجة التي لا تملك حولاً ولا قوة. أيتام.

ومعاقين كبار السن. أحداث انحرفوا فاستقاموا بتوفيق الله ثم تضافر الجهود بما عاصر الردادي رحمه الله في وزارة الشؤون الاجتماعية “العمل والتنمية الاجتماعية حالياً” 6 وزراء كان خلال عمله معهم مثار التقدير لتفانيه في عمله. يقول عنه مدير مكتبه الأستاذ سعود الشيباني بأنه يقضي معظم وقته عملاً حتى أنه يعمل في كثير من الأحيان مساءً حتى وقت متأخر مضيفاً بان المرحوم يقابل الجميع بأريحية ويهتم بإنجاز مطالبهم ويوصي بشكل خاص بالايتام والمعاقين. رحم الله الاستاذ عوض بنيه الردادي رحمة واسعة واسكنه جنات عرضها السموات والأرض.

وعزائي لأسرته. ولشقيقه العزيز الدكتور عائض بن بنيه الردادي وكيل وزارة الثقافة والاعلام ولجميع عارفيه ومحبيه.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”.