أحيت اليابان الذكرى الثالثة والسبعين لضرب مدينتي هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية في احتفال اقيم في حديقة السلام التذكارية في هيروشيما حيث قرعت الاجراس ورددت الترانيم الحزينة وحضر الاحتفال رئيس وزراء اليابان شنزو آبي الذي قال في كلمة القاها في الحفل : ان مسئولية اليابان ردم الهوة بين الدول النووية وغير النووية ، واضاف : في السنوات السابقة بات جليا ان الفجوات موجودة بين الدول حول الطريقة التي يجب ان نستمر فيها بخفض الاسلحة النووية ، وتابع :في الوقت الذي تحافظ فيه امتنا على مبادي ( عدم امتلاك اسلحة نووية ) سنعمل بصبر لنكون بمثابة جسر بين الجانبين ولنقود جهود المجتمع الدولي للحد من الاسلحة النووية ، كما تحدث عمدة هيروشيما كازومي ماتسوي الذي دعا في كلمته الى عالم خال من الاسلحة النووية ، وحذر من تصاعد المد القومي على نطاق العالم معتبرا ذلك تهديدا للسلم ، وقال اذا نسيت الاسرة الانسانية التاريخ او توقفت عن مواجهته فقد نرتكب خطأ قاتلا جديدا وهذا ما يجعلنا نتحدث عن هيروشيما ، وحث دول العالم على التخلي عن الاسلحة النووية ، وكان الرئيس الامريكي دونالد ترمب فقد تعهد بتعزيز الترسانة النووية للولايات المتحدة الامريكية.

وكانت الولايات المتحدة قد القت اول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما يوم 6 اغسطس عام 1945 في نهاية الحرب العالمية الثانية ما ادى الى مقتل 140 الف شخص من سكانها في لحظات ، وبعد ثلاثة ايام القت قنبلة اخرى على مدينة نجازاكي حيث قتل 74 الف انسان في لحظات.

رئيس وزراء بريطانيا الاسبق ونستون تشرشل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة كتب في مذكراته : (كانت موافقة بريطانيا المبدئية على استعمال هذا السلاح قد صدرت في الرابع من شهر تموز أي قبل اجراء التجربة , أما القرار النهائي فقد اصبح بين يدي الرئيس ترومان ) .. وفي مكان آخر من المذكرات يشير الى انهم وجهوا إنذارا نهائيا لليابان يطلب الاستسلام بلا قيد ولا شرط , وانه عندما رفض حكام اليابان الإنذار تقرر القاء قنبلة نووية على هيروشيما وأخرى على نجازاكي ويقول بالحرف : ( اتفقنا على ان نعطي للاهلين كل فرصة ممكنة , وتم وضع الاجراء بالتفصيل وللتقليل الى اكبر حد ممكن من الخسائر في الأرواح ) ولكنه لم يذكر أي مبرر لحرق مدينتين بسكانها .. كما ان تشرشل لا يرى ما يراه الامريكان من ان القنبلة كانت ضرورية لإنهاء الحرب فهو يقول في مذكراته : ( من الخطأ الافتراض بأن القنبلة الذرية , هي التي قررت مصير اليابان , فقد كان المصير المحتوم بالهزيمة ينتظرها , قبل القائها , وقد فرضت هذا المصير قوة الحلفاء البحرية المتفوقة التي مكنت الحلفاء في الوقت نفسه من احتلال القواعد البحرية في المحيط , لتشن منها الهجوم النهائي , ولترغم الجيش الياباني في الوطن على الاستسلام ) وما دام الامر كذلك فما الذي جعله يوافق على إبادة مدينتين بكاملهما .

عندما زرت هيروشيما قبل أربعين عاما كانت المرشدة السياحية تشرح وتغني أغاني حزينة باللغة اليابانية ولم اكن افهم كلامها ولكن من نبرة صوتها ومن الدموع التي كانت تسيل على خدها وخدود بعض ركاب الحافلة ، ومن الجو الحزين الذي كانت توحي به تلك الأغاني فهمت مدى الحزن الذي كان مسيطرا على الجميع وقد سألت احد ركاب الحافلة عن شعوره حيال ما حصل لهذه المدينة فقال : لا اريد التحدث في هذا الامر كل ما ارجوه ان لا يتكرر ما حدث لهيروشيما ونجازاكي في أي مكان من العالم فقلت له : أنا ايضا أرجو ان لا يتكرر ذلك مرة أخرى.

التصنيف:

One Response

  1. شكرا لك على هذا المقال . الحقيقة ان هذه الذكرى تمثل اختبار حقيقي للإنسانية و بغض النظر عن كل الأسباب السياسية و العسكرية التي من الممكن سوقها للدفاع عن قرار استخدام القنابل النووية في اليابان، فإن مما يثير العجب قدرة الإنسان … أي إنسان أن يبرر قتل و تعذيب الناس بهذه الوحشية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *