يحافظ على البيئة

عندما يذكر الاسمنت او مصانع الاسمنت يتبادر الى الذهن التلوث والغبار، والدخان الملوث ، سواء كان عند عمارة تبنى وتستخدم مادة الاسمنت او عند مصنع ينتج هذه المادة التي لا غنى عنها ولا بديل لها في عملية البناء ، ومن عاش في جدة وفي شمال المدينة على وجه الخصوص قبل حوالي اربعين عاما يتذكر مصنع الاسمنت الذي كان يقع في شمال مدينة جدة ، ولكنه كان يبعد عن العمران بأكثر من عشرة كيلو مترات ، وكان ينفث كميات كبيرة من الغبار الملوث على المنطقة التي كان يقع فيها ، وخصوصا شرق المصنع وفي جنوبه الشرقي ، وكان الناس يتجنبون شراء الاراضي وبناء البيوت في تلك المنطقة التي يقع فيها المصنع او قريبا منه ، ولكن عندما انتقل المصنع أصبحت الاراضي التي لم تكن مرغوبة من اغلى الاراضي .

في اجتماع الجمعية العمومية لمساهمي شركة اسمنت ينبع ، وجه بعض المساهمين اسئلة للمسئولين في الشركة عن المصنع وموقعه وعدد العاملين فيه واسئلة اخرى مختلفة ، فتقدم احد المساهمين باقتراح بتنظيم رحلة الى المصنع لمن يرغب من المساهمين في ذلك ، وقد وعد المسئولون في الشركة بدراسة المقترح ، وفعلا تم الاتصال بالمساهمين الذين يسكنون في مدينة جدة او في مكة المكرمة ،

وحددوا يوم سبت لمن يرغب في زيارة المصنع والذي يقع على بعد اربعين كيلو متر الى الشمال من مدينة ينبع ، وطلبوا من الراغبين في زيارة المصنع التواجد عند مقر مكاتب الشركة في مدينة جده الساعة السابعة صباحا . كنت واحدا من حوالي خمسة عشر مساهما ابدوا رغبتهم في زيارة المصنع ،

وتواجدنا كما طلب منا في الساعة السابعة صباحا عند مكاتب الشركة ، ووجدنا المسئولين عن العلاقات العامة في الشركة في انتظارنا ، حيث قامت الشركة باستئجار حافلة من النوع الفخم من شركة النقل الجماعي مزود بكل وسائل الراحة ، حيث انطلقت بنا الحافلة في تمام الساعة السابعة والنصف ، وفي اثناء الرحلة التي استغرقت اربع ساعات بدون توقف قدمت لنا المرطبات وبعض الاكلات الخفيفة ،

وعند وصولنا وجدنا كبار المسئولين في المصنع في استقبالنا في صالة الاستقبال المحاطة بحديقة مزينة بأنواع الزهور ، وبعد تناول الشاي والقهوة وانواع فاخرة من التمر اخذونا في رحلة حول المصنع بأقسامه المختلفة القديم منها والجديد في جو صاف ونظيف لم نكن نتوقعه ،

حيث اخبرنا المسئولون ان المصانع حاليا لم تعد كالسابق ، فهي الآن مزودة بفلاتر تمنع خروج الدخان الملوث ، بعد ذلك اخذونا الى الحي السكني الذي يسكنه حوالي 900 موظف وعامل وهو عبارة عن مجموعة كبيرة من الفلل والعمائر التي تتخللها الممرات المزروعة والحدائق الخضراء ، ثم جاء وقت صلاة الظهر فذهبنا الى المسجد الجامع الذي وجدناه روعة في الحجم وفي التصميم والديكور ومحاط بمساحات كبيرة فاضية بعضها مزروع والبعض الآخر يستخدم كمواقف للسيارات وبعد ان ادينا صلاة الظهر والعصر قصرا وجمعا ،

توجهنا الى المطعم حيث وجدنا القوم قد اعدوا لنا وجبة غداء تحتوي على كل ما لذ وطاب من مختلف الاطباق الدسمة والشهية ، وبعد تناول الغداء ودعنا المسئولون عن المصنع بمثل ما استقبلونا به من حفاوة وتكريم ، وعدنا الى جدة نحمل اجمل المشاعر والاعجاب بما رأيناه من عناية بالمساحات الخضراء ، فتحية لكل من يحرص على البيئة ويحميها من التلوث .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *