د. العيسى .. وبلاغة الكلمة
حديث الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء، الدكتور محمد العيسى في كلمته العميقة والبليغة، ذات الدلالات والاستفهامات الحكيمة للعلماء والمفكرين في مواجهة الفكر المتطرف، الذي تحدث بها بمجلس وزراء الدفاع لدول التحالف الإسلامي العسكري الذي أوضح فيها الى ان الإرهاب لم يقم على كيان سياسي ولا عسكري.. بل على ايدلوجية متطرفة، مبيناً ان الوقائع التاريخية والسجل العلمي للإرث الإسلامي يثبت ان الإسلام رحب بكل معاني السلام حتى أصبح جزءاً رئيسياً من تعاليمه ومفردة مهمة في قاموسه. كما أقر منطق الاختلاف والتنوع والتعددية، وحمى الحقوق والحريات وفتح المعقل على افاق أوسع. ومن كلمة العيسى يتضح طرح علامات استفهام كبرى حول أدوار المثقفين والمفكرين وعلماء الدين في مواجهة هذا الفكر وتفكيكه وفضحه. ففي الوقت الذي يرى فيه البعض قصوراً في مواجهة هذا الفكر مقابل تفوق للمواجهات العسكرية والأمنية المساندة متمنياً ان يوازي الدور الفكري والعلمي الدور الأمني الذي حقق نجاحات متفوقة.
ومن كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وهو يتحدث لاحد المشاركين العسكريين لفكر عميق وحكيم في اجتماع التحالف الإسلامي العسكري. عدّ فهم المسار الفكري ضمن مهمات التحالف عنصراً مهماً. لدحر آفة الإرهاب من جذورها مشدداً على ان ذلك هو الرهان الحقيقي والهدف الأسمى الذي تسعى اليه البشرية أجمع. ودول التحالف على وجه الخصوص، موضحاً ان الإرهاب لم يقم على كيان سياسي وان الإسلام رحب بكل معاني السلام كما اقر منطق الاختلاف والتنوع والتعددية. وحمى الحقوق والحريات، ووضع له قواعد تحفظ توازنه الفكري تجدها جلية في نصوص الشريعة وان الضمانات التشريعية التي رسخت بوضوح تام أوضحت قيم الوسطية والاعتدال. ولفت الانتباه الى ان بداية هذا الانحدار الفكري من اجتزاء النصوص وتحريف معانيها، وعدم الاخذ بقواعدها التي تضبط عملية التعامل معها.
واشار الى ما حصره مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية نحو 800 مادة. سبق للتطرف الإرهابي ان اطلقها عبر الاف الرسائل الالكترونية تعكس مستوى القصور الحاد في الوعي الديني والفكري وكثير منها جاء نتيجة الخلط بين الشأن الديني وغيره حتى انسحب ذلك سلباً على مفاهيم التعاون والتعايش. بل وطال العدالة والكرامة والبر والإحسان المقرر في دين الإسلام لكل انسان وهي حالة تأزم فكرية تتطلب هزيمتها الاخذ بعدة مسارات، مركزاً ان هذا الاجتماع يؤكد عزيمة توافق إسلامي ترجم حقيقة تشريعه السمح في دول سلامة ووسطية واعتزاله التي سعدنا باجتماعها.
التصنيف: