يعد الزواج آية من آيات الله وسنة من سنن الأنبياء والمرسلين وسكناً واستقرار للحياة وحفظها وتكاثرها فالزواج هو الطريقة الشرعية لاشباع الغريزة الجنسية وأعمار الأرض وغض البصر واتساع دائرة الاقارب والمعارف والأرحام وتقويتها.

ولقد حث الاسلام على الاسراع بالزواج وتيسير أمره لما له من أهمية على الاسرة والمجتمع ولكن ونتيجة للعادات والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع ظهرت الكثير من المعضلات التي تحد من الزواج وتأخره وتزيد في أعمار العنوسة. ولقد كانت أولى المشاكل التي تقف عثرة في الزواج المهر وذلك للمبالغة والمباهاة والتفاخر بقيمته عند البعض ولكن مع الجهود التي بذلت والتطور العلمي والثقافي والحضاري تم القضاء على الظاهرة بشكل كبير جدا ولم يعد المهر عائقا في الزواج وتيسيره وتعجيله.

ولكن ظهرت مشكلات طارئة ساهمت بفاعلية في العنوسة وتأخير سن الزواج وهي تكاليف الزواج والاعداد له من شقة وأثاث وخطبة وشبكة وهدايا وولائم وقصر أفراح ومطربة وحلويات وميز وفشخرة وتفاخر واسراف وتبذير وتقليد ومباهاة وسنن وعادات لا علاقة لها اسلاميا بالزواج بل تعد من تلبيس إبليس ومن حبايل الشيطان وطواغيته.

ونتيجة لذلك بدأ فضيلة الشيخ عادل عبدالعزيز المحلاوي بالخطوة الاولى للتغلب على هذه الظاهرة والحد منها فقام بالاجتماع مع بعض العامة والخاصة والمشايخ ووجد تأييدا وترحيبا من الجميع ولكن في التطبيق على الواقع وجد صعوبة كبيرة وذلك نتيجة للعادات والتقاليد والأعراف فهي أنظمة المجتمع التي لا تتغير بسرعة وتحتاج لفترة طويلة من التوعية والتقدم المدني والحضاري حتى تتغير وستتغير يوما فلا بأس في سبيل الانجاز وكسب الأجر من الله.

وعلى المجتمع التعاون للقضاء على الظاهرة فليس شرطاً ان يكون الزواج في قصر بل امام البيت افضل او في الاستراحة فهكذا يكون الزواج اقل مؤونة واكثر بركة..

وليس شرطا في الزواج ان دعوة اعداد كبيرة من الناس وكل المعارف بل الاقتصار على العائلة والاقربين الخاصين فقط فكم من عين عاينت وقتلت وسرقت الفرحة وادت الى الطلاق. ومن التقاليد التي تزيد في التكاليف ايضا الارحام والتعارف والهدايا والشبكة وليلة الحنا وليلة الجيران وذبح اعداد كثيرة من الاغنام والابل في ليلة الفرح فكل هذه تعد من التبذير وكذلك احضار المطربة واقامة الطرب والعجل وشعراء الرد تعد من الإسراف.

أما ما يسمى القويده أو الرفد فالبعض يعتبرها دينا ويسجلها في ورقة خاصة محظوظة وينتظر ارجاعها حتى لو كانت مبلغا زهيدا إذا هي دين في العرف مؤجل ومطالب العريس بتسديدها في أي مناسبة عاجلا او اجلا فالأفضل عدم القبول بها واذا كان لابد تقبل من الخاصة الاقربين فقط وهناك العديد من العوامل والاحداثيات التي ظهرت وساهمت في زيادة التكاليف فكل ذلك عادات وتقاليد ومباهاة تثقل كاهل المتزوجين بالديون ولا قروض البنكية ومن هنا تنشأ الآثار السلبية والنفسية والاجتماعية على المجتمع وتطوره واستقراره الاجتماعي.

فمن أجل بركة الزواج وتيسيره على المجتمع التنازل عن العادات والتقاليد ويرتقي بفكره وحضارته ولا يسرف أو يبذر حتى يبارك الله بين العروسين ويجمع بينهما في خير فاجتماع الزوجين أغلى وأسمى من كل العادات والتقاليد والمباهاة فاعتبروا يا أولي الإبصار..؟
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *