تعد الابل السائبة خطرا مميتا على عابري الطرق وكثيرا ما تسببت في حوادث مميتة وذلك أثناء مرورها وعبورها الطرق الازفلتية فغالباً يصعب رؤيتها ليلاً وقد قامت وزارة المواصلات بعمل سياج حديدي في بعض الطرق لمنع دخول الابل الى هذه الطرق السريعة ومازالت بعض الطرق بدون سياج وتحدث فيها الكثير من حوادث الابل السائبة . ولكن من العجيب والغريب ليس كل حوادث الابل مميتة فهناك حوادث ايجابية مفرحة وهذا ماحدث فعلا قبل زمن ليس بالبعيد وعلى الطريق الساحلي الشمالي حيث كان للإبل دور مهم وايجابي وبطولي في التصدي لمهرب مخدرات . فلقد اعترضت ناقة وحوارها الصغير لسيارة فارهة محملة بآلاف المخدرات المعدة للتوزيع في وطننا الغالي .فلقد وقع الحادث ليلا وتطايرت الحبوب المخدرة لتغطي الطريق من كثرتها فالسيارة محملة بأكثر من واحد وثلاثين ألف حبة مخدرة كما ذكر ذلك تقرير الحادث .لكن الله حفظ أبناءنا ووطننا من شرها . حيث تصدت الناقة للسيارة لتنهي مسيرة حملة المخدرات . فشكرا للناقة وصاحبها في هذا الحادث فقط . ويفترض أن يعوض ويكرم صاحب الناقة ويعمل تحنيط للناقة الفانية في الحادث وتضع في مدخل أحد المدن أو في شارع رئيسي مهم فهي ضحت بحياتها من أجل كشف هذه الكمية الضخمة من المخدرات والتي كانت موضوعة ومخبأه بطريقة احترافية في صدامات السيارة وفي أجزاء صعب الوصول أليها واكتشافها لكن الحمد لله على هذا الحادث الذي كشف المخدرات قبل أن تصل الى مواقع التوزيع ويتسمم بها عدد من أبناء الوطن . فهذا الحادث يعطينا مؤشرا ايجابيا وإنذار للأسر والتربويون ووزارة التربية والتعليم والمشايخ والدعاة وأئمة المساجد وخطباء الجمع لتحذير أبناء المجتمع من خطر المخدرات وأنها طريق الفشل والهلاك لا طريق النجاح . فعلينا بذل الجهد المضاعف للحد من المخدرات وذلك بالتوعية الدائمة في كل وسائل الاتصال فالمخدرات خطر وفشل وجنون . وكذلك على وزارة الصحة والداخلية التعاون وأنشاء مستشفيات للامل في كل منطقة وذلك للاسهام في معالجة من تورط في افة المخدرات فمستشفيات الامل قليلة وروادها كثير جدا ممن يرغب في العلاج لكن لايتمكن من العلاج بسبب الضغط على المستشفيات من الراغبين في العلاج من أجل ذلك لابد من التوسع في أنشاء مستشفيات للامل وفي حل سريع يفضل أفتتاح في كل مستشفى قسم خاص للعلاج والتخلص من أدمان ومرض المخدرات . فالمخدرات خطر يداهم الوطن رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله في المتابعة والقبض على العديد من المهربين ومعهم كميات مهولة من المخدرات بأنواعها ورغم ذلك هناك مخدرات ومدمنين أذهبت عقولهم وعطلت تفكيرهم وحولتهم من بشر صالحين وأيجابين الى أناس مرضى سلبين يعانون من أدمان المخدرات الذي حول بعضهم من العقل الى الجنون . فالمخدرات خطر علينا التخلص منه بالتوعية والمتابعة المستمرة في كل مكان وزمن . حفظ الله الوطن وأبناءه من المخدرات وسمومها وماظهر منها ومابطن.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *