الأمير نايف .. ومضامين الرسالة السامية

• مقبول بن فرج الجهني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مقبول بن فرج الجهني[/COLOR][/ALIGN]

رسالة سامية وواضحة وصريحة وشفافة قالها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أثناء ترؤسه لمجلس منطقة مكة المكرمة مساء الأحد قبل الماضي. فقد ارسل حفظه الله رسالته من القلب الى القلب حينما قال: \”وجدنا لخدمة هذه الأمة الكريمة التي هي شعب المملكة العربية السعودية برجالها ونسائها صغارا وكبارا\” وقد ركز سمو الأمير على هذا المعنى وكرره في كلمته عدة مرات. وهذه حقيقة معروفة فسمو النائب الثاني يقتدي في هذا الأمر بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي قال \”ما أنا إلا خادم لكم\”.
والأمير نايف حين يركز على هذا المفهوم السامي لأمانة المسؤولية إنما يوجه رسالة واضحة وشفافة الى الوزراء والى جميع المسؤولين في الدولة في مختلف المواقع والمسؤوليات. وقد قالها سموه بوضوح وهو يطالب المواطنين بإيصال شكواهم وملاحظاتهم، ويطالب المسؤولين بفتح أبوابهم وقلوبهم للمواطنين، بحيث يترجمون على أرض الواقع مفهوم الخدمة الذي تركز عليه القيادة وتطبقه.
من جانب آخر بارك سمو النائب الثاني خطوة سمو أمير منطقة مكة المكرمة في اشراك المواطنين في اعداد ومناقشة تقرير الأدائين بل وأشاد بوضوح عن انشراح صدره للخطوة الحضارية المتميزة التي أوضحت ما تم انجازه وما هو تحت التنفيذ وما هو متعثر أو متوقف من المشاريع، ولم يتوقف الأمر عند مباركة الخطوة، بل إن سمو الأمير طالب أمراء المناطق والوزراء بأن يفعلوا ذلك وان يشرحوا الموقف للمواطنين علنا ويناقشوهم ويأخذوا بملاحظاتهم ومقترحاتهم.
ومن رسالة سموه الواضحة والدقيقة ستتجلى تطلعات وطموحات الأمير نايف في تطوير الأداء الحكومي واصلاحه، حيث ركز على أمرين هامين، أولهما تجنيب المواطنين الروتين والعمل على إنجاز أعمالهم. وللحق فإن الأمير نايف يتحدث وتحت إدارته المباشرة انموذج للنجاح في اقصاء الروتين، حيث تعتبر وزارة الداخلية حتى الآن أفضل وزارة في خدماتها الإلكترونية، وفي انجاز معاملات الناس.
وأكد سمو الأمير نايف تركيزه في القضاء على الروتين بإشارة راقية تصب في مصلحة الوطن والمواطن بأن المهم الإخلاص قبل الشهادة الدراسة والرغبة والطموح للقضاء على الروتين والسعي دائما الى التطوير الذي يخدم مصالح الوطن والمواطنين بعيدا عن اسلوب المركزية والروتين.
كما تساءل سموه بدهشة على المشاريع المتعثرة بسبب المقاولين والشركات المنفذة، حيث قال مستنكرا: \”كيف يكون هذا من شركاتنا، ثم لماذا الجهات المسؤولة لا تعلم عن كيفية التنفيذ ولمن ستسلم هذه المشاريع؟ وإذا كانت الشركات غير قادرة فلتبعد عن هذه المشاريع\” وحقا ان حديث سمو الأمير عن هذا الجانب وفي هذا الأمر قد سر الجميع وأسعدهم لأثره الإيجابي في ابعاد الشركات غير القادرة على التنفيذ. ومثل هذا الأمر يعطي دلالة واضحة للجميع بأن الأمر لن يمر مرور الكرامن بل ستجد هذه المشاريع المتعثرة حلولا جذرية وفاعلة تبدأ من اعادة النظر في آلية ترسية المشاريع لدى وزارة المالية وطريقة اعداد مواصفات المشاريع مرورا بآلية تأهيل المقاولين والشركات وانتهاء بالرقابة الصارمة على التنفيذ جودة وزمنا. وقد اختتم سمو الأمير نايف كلمته قائلا: \”لست هنا في مكان المحاضر ولكنني في مكان المشارك\”.
لنتعمق في التأمل والتحليل في المدلولات الكبيرة والعميقة التي قالها سموه باعتبارها إحدى صفاته الوطنية والإنسانية.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *