الآمال الجديدة لتنمية مكة المكرمة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مقبول بن فرج الجهني[/COLOR][/ALIGN]
عزيمة الرجال وإصرارهم تخلق المعجزات والامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة له رؤية راقية وثاقبة وهذه الرؤية لخصها في الدراسة الضخمة للتنمية عبر خطة عشرية بدايتها \”الكعبة المشرفة\” الأساس والمنطلق لمشروع التنمية المباركة.هذا ما بدأ به سموه الكريم في الاجتماع الذي عقده مع رجال الأعمال والصحافة والمطورين لمنطقة مكة المكرمة.
فقد بدأ الاجتماع بتعريف من سموه عن استراتيجية التنمية التي بدأ تطبيقها فعليا من بداية هذا العام 1430هـ موضحاً ان استراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة للسنوات العشر القادمة تعتمد على عدة مرتكزات، أهمها الكعبة المشرفة. وهي الاساس والمنطلق للمشروع، والارتقاء بتنمية الانسان ليبلغ وصف القوي الأمين كذلك أن تكون مكة المكرمة نموذجاً مشرفا للمملكة خاصة وللعالم الاسلامي وللعالم أجمع.
والعمل ايضا على التنمية المستدامة المتوازية والمتوازنة بين الانسان والمكان من جهة وبين جميع المحافظات والمدن والقرى التابعة من جهة أخرى،بالاضافة إلى المشاركة الجادة والفعالة بين القطاعين العام والخاص.
لقد أكد سموه ان الاستراتيجية اخذت في اعتبارها اربعة محاور رئيسية هي محور الانسان، ويتمثل ذلك من خلال رفع كفاءة التعليم والتدريب ومخرجاته، ورفع مستوى أداء العاملين في مناسك الحج والعمرة وبناء مفاهيم واتجاهات ايجابية لدى انسان المنطقة وتنميته اجتماعياً وتوفير الخدمات الثقافية والاجتماعية والترفيهية والرياضية، واعداد الشباب من الجنسين وتأهيلهم لتحمل المسؤولية في القطاعين الحكومي والخاص. أما المحور الثاني هو المكان .. حيث يتمثل في توفير مصادر مياه كافية ونقية، ومعالجة تسربها وهدرها وايصالها للمستهلك، وتطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية، كذلك رفع كفاءة الخدمات الصحية كماً وكيفاً، وتطوير مرافق النقل العام والمواصلات، اضافة الى معالجة الاحياء العشوائية وتحويلها إلى أحياء نموذجية مع حماية وتطوير الأراضي العامة للدولة والاستفادة منها.
أما المحوران الثالث والرابع اللذان ركزا على القطاعين الحكومي والخاص فقد أوضح سموه أنهما يتضمنان تعاوناً مشتركا فيما بينهما لتمكين وتفعيل المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد والمؤسسات وكذلك المشاركة في مشاريع التنمية في المنطقة بنسبة لا تقل عن 40% للقطاع الخاص وتحفيز انشاء المشاريع المتوسطة والصغيرة وتطويرها والعمل على الترويج لمكة المكرمة كعلامة تسويقية عالمية مع تحسين المناخ الاستثماري للمنطقة لتكون هي الخيار الأمثل للاستثمار، مبينا سموه أن هنالك مبادرات سريعة المردود من المفترض أن يستغرق البدء في تنفيذها من سنة إلى سنة ونصف وقد بدئ فعليا تطبيقها قبل بداية المشروع منها تحسين أداء القطاع الحكومي الذي بدئ فيه من الامارة. واستحداث ادارة استراتيجية مختصة بالتنمية.
ومن المبادرات المنفذة ايضا التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر تحت شعار \”خدمة ضيوف الرحمن شرف نعتز به\” مشيرا إلى نجاح حج العام المنصرم، اضافة الى البدء في مشروع معالجة الاحياء العشوائية ودراسة وتحسين احوال الأفراد والأسر صحيا واجتماعيا واقتصاديا، كما بدأ العمل في مشروع توفير المياه وايقاف هدرها من خلال التركيز على المنشآت ذات الاستخدام الأكبر. ولفت سموه الى أهمية دور التوعية والتثقيف في هذا الجانب. واضاف سموه أن هناك بعض المبادرات التي ما زالت قيد التنفيذ منها الارتقاء بسلوكيات افراد المجتمع، تحت شعار \”من لا يحترم النظام لا يحترم نفسه\”.
وتوفير العمل الالكتروني من خلال ربط الاطراف المعنية بالتوظيف من خلال شبكة معلومات الكترونية متكاملة.
وفي نهاية الاجتماع أكد سموه في مؤتمر صحفي بهذه المناسبة أكد من خلاله اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتطوير المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف حيث اشار سموه لوجود خطة عمل حالياً تهدف الى تطوير وتوسعة الساحات والمباني المحيطة بالمنطقة المركزية بجوار الحرم المكي الشريف وان نتائج الدراسات سترفع قريبا الى المقام السامي. كما أوضح سموه ان مشروع تطوير الاحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة والمحافظات التابعة لها يعد من أكبر المشاريع التنموية على مستوى المملكة المعتمدة مالياً. مطمئناً سموه أهالي الاحياء العشوائية بشأن تعويض الملاك.
ولا بد أن اشير هنا إلى كلمة مناسبة للاستاذ علي سعد الموسى نشرتها الزميلة \”الوطن\” بتاريخ الثالث عشر من هذا الشهر عن المحاور الأربعة التي اعلنها سمو امير منطقة مكة المكرمة لتنمية منطقة مكة المكرمة من ان رغبة التغيير حينما تولد اليوم تجد الدعم والتشجيع بدليل محورين من المحاور الاربعة التي اقترحتها الدراسة \”اعادة الهيكل الاداري لامارة منطقة مكة المكرمة تحت الموافقة عليها في ظرف ثلاثة أشهر من الجهات العليا في وزارة الداخلية.
ومحور تطوير الاحياء العشوائية لم يستغرق من المقام السامي أكثر من تلك المدة للموافقة عليه رغم حجم المشروع الذي سيغير المعالم الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة كبرى مثل منطقة مكة المكرمة.. الخطة برمتها كما يشير الموسى تعتمد على مرتكزين جوهريين: شراكة المجتمع في الرؤية للمستقبل بكل ما له من حقوق وما عليه من مسؤوليات وشراكة القطاع الخاص في البناء. وحتى ان كانت جمل هذه المرتكزين وردية حين قرأتها من زاوية التغيير. الا انها صخرية مرهقة حين نقرأها من زاوية الواقع.
وأنا أقول أن عزيمة الرجال الأوفياء المخلصين تحطم الصخر. وندعو الله عز وجل أن يكون عوناً للأمير خالد الفيصل في تحقيق آماله.
التصنيف: