[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي ابراهيم الاصقة[/COLOR][/ALIGN]

من مِنا جلس مع نفسه وفتح دفتر أيامه التي مضت. من مِنّا راجع عدد الأيام والجمع والأعياد التي رحلت مع الماضي وسأل نفسه ماذا قدمت في تلك الأيام والجمع والاعياد وهل ما قدمه مقنع لتستمر حياته على نمط ما قدمه.دفتر الماضي من الأيام يجب الا تطوى ورقاته ويهمل فمن الماضي يستفيد المرء لاصلاح المستقبل ما دام في العمر بقية فالفرصة واسعة الأبواب ليدخل منها المرء وهو يرتدي ناصع الحلل ضارباً بعرض الحائط كل ما كان يخدش أيامه وجمعه وأعياده وتعالوا نرصد مسيرة ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً بجمعها وأيامها وأعيادها.
كيف كانت العلاقة بين المرء وربه طوال أيام السنة الماضية وهل أديت يا بني آدام فروضك بأمانة وإخلاص وتجنبت ما يعكر صفو عبادتك من كذب وخداع ونفاق وهل نبذت الضغينة وجسدت سلامة النية وعاملت الناس بما تحب أن يعاملوك به.كيف كانت العلاقة بينك وبين أهلك وأقربائك وهل التواصل والتقدير كان مبنياً على اواصر المحبة والاخوة وبر الوالدين.
هل في اوراقك يا بني آدم ما يشفع لك في استمرار حياتك وليس في قلبك حقد وتنكر وضغينة فإن كان دفترك بأوراقه الماضية رصد أشعة مضيئة فها هي أوراق جديدة امامك تقطف منها كل يوم ورقة فلا تقطفها حتى تملأها بجميل الفعل والقول والعمل وإن كانت الأوراق بعد المراجعة فيها ما يشوبها وأوراق دفترك صفراء فالفرصة متاحة قبل ان يغلق الدفتر دفتيه على أحد الأوراق فتقول نفس يا حسرتي على ما قدمت.
جمعة جديدة في سنة جديدة فلنجعل انا وانت بداية عامنا صافية وعلاقتنا دافئة وطريق الخير مسارا يوحدنا فلا ضغينة ولا حقد ولا نفاق وخداع وليكن الاخلاص لله ولرسوله ولدينه هو همنا الاول والمحبة وصلة الرحم وتقدير الجار وتفقد المحتاجين اسلوبا نترجم به معيشتنا. كل عام وكل انسان مؤمن مخلص بخير وكل عام وكل إنسان اخطأ الطريق ان يفوق من سباته ويمسح سواد اوراقه قبل ان يتوقف عداد الأيام فأبواب الأمل مفتوحة ورحمة الله واسعة يقول المولى عز وجل: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما) الفرقان 70.
اسأل الله ان يكون عامنا القادم عاماً تصفو فيه النفوس وتتجلى فيه صفات الاحسان وتظهر فيه دعائم الاعتصام ويتمسك الجميع بحبل الله.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *