رحمك الرحيم يا عبد الرحيم

• محمد لويفي الجهني

ودعت محافظة أملج في جنازة شهدها جل أهلها مؤذن جامع الامير فهد بن سلطان والمشرف التربوي للارشاد الطلابي في مكتب تعليم أملج الاستاذ الفاضل عبدالرحيم عبدالكريم الحربي الذي انتقل الى الرحمن الرحيم و حزنت أملج على وفاته ، وهلت الدموع وأمتلأ الجامع بالمصلين وكذلك المقبرة بالمشيعين والمعزين ، وكل ذلك حبا في هذا الرجل الذي يتمتع بأخلاق عالية أكسبته هذا الحب من الناس ، نعم كل نفس ذائقة الموت و الموت حق وآجال مكتوبة من رب العالمين فسبحانه الحي الذي لايموت ، نؤمن بذلك ولكن الفراق صعب فالعين تدمع والقلب يحزن ولكن لانقول الا مايرضي الله سبحانه ، لقد بلغه الله رمضان وجاءأجله وهو متوضئ وذاهب الى المسجد في السحر ليؤذن لصلاة الفجر فقبل وصوله الي المسجد ذهبت روحة الطاهرة والطيبة الى خالقها ، عرفته زميلا في العمل طيبا محبوبا من الزملاء ذو روحا مرحة وتعامل راقي ، يساعد الكل ويعطي العمل روحا إيجابية ، كان كريما فدائما يحضر الفطور والشاي بالليمون الى زملائه في العمل حتى آخر فطور قبل رمضان هو من احضره ،كان يقول انه لايحمل حقدا على أحد مهما حصل له ، يقول احد المعلمين الذين يشرف عليه انه حضر له ووجد عنده نقص في العمل فسأله عنها ورد عليه هذا المعلم المرشد الطلابي بعصبية وهو رحمه الله ساكت لايتكلم وبعد ذلك قال له انا لا أحمل حقدا على أحد وكلامك اللي سمعته لم يؤثر في قلبي وضحك وهدى علي وهو بهذا التعامل أعطاني درس في التعامل لن ولم أنساه فجزاه الله خير هكذا أرسل لي هذا الزميل ، نعم ابا أحمد رحمك الله لن ولَم ننساك فلقد بكيناك بقلوبنا قبل ان تدمع عيوننا ، لقد شاهدت الحزن في عيون الزملاء رغم جلدهم وصبرهم وإيمانهم بالقضاء والقدر خيره وشره ، أحد الزملاء قال لقد كان عبدالرحيم بيننا ملاكا وليس بشر ولم نشعر بذلك الا بعد موته ، نعم فعبدالرحيم كان بيننا قامة وهامة ودين وتعامل واخلاق ،، اه ما أصعب الفراق وهذا هو الموت هادم الملذات. ومفرق الأحباب ،، و كذا قالوا في الأشعار ،، (الرفاق يودعون يتساقطون ويرحلون ..

والدموع تجري من العيون تسألونا هل يذكرون .).

ماذا أقول في ابي أحمد الا ما أطيب سيرتك حيّا وميتا ، فرحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته ، وعزائنا في أبنك أحمد الذي كثير الشبه بوالده ، فندعو له بالثبات والصبر وكافة أفراد أسرته الكرام ، ماذا أقول فالعبارات والذكريات الجميلة كثيرة ومهما كتبت لن أوفيك حقك ، ولعل مايخفف علينا أنك مت صائما في شهر الصبر والشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنان وهذا ما شاهدناه في الجنازة المهيبة والاعداد التي صلت وشيعت وهم يدعون لك بالرحمة والمغفرة والنَّاس شهداء الله في أرضه ، فرحمك الله وانا لله وانا اليه راجعون والله يلهمنا الصبر على فراقك ويجمعنا بك في جنة الفردوس مع النيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
[email protected]

التصنيف:

2 Responses

  1. إضافة سقطت سهواً:

    أما الخاتمة الحسنة والوضوء الذي هو سلاح المؤمن، وكان آخر ما مس جسده الطاهر من الماء، والمآذن التي رفع من على قممها نداء الحق، والقرآن الذي لم يفارقه أبداً، ومحبة الناس الذين هم شهود الله في أرضه، والذي هم بإذن الله معنيون بهذا الحديث ((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرض))، كل ذلك بعد رحمة الله كفيل بأن تشفع له عند ربه سبحانه.
    رحم الله فقيدنا عبدالرحيم، وشكراً لك أخي محمد وشكراً لكم أهل أملج أضعاف المحبة التي توجتم بها هاماتنا نحن أبناء عثمان بن زاكي الحربي.

  2. تعليق أول:

    أخي الحبيب الغالي محمد
    هذا الوفاء الذي شع من ثنايا مقالتكم، هو عنوانكم الذي نصل إليكم خلاله، غالٍ من أبناء أملج الذين هم أهل الوفاء لا نستغربه أبداً.
    فلقد كان لوقفتكم، التي سطرتم لمحات منها في ثنايا مقالتكم، وتلك الدموع التي
    ذُرِفت في المسجد والمقبرة، لتشهد على محبتكم لخالي وحبيبي وأخي من الرضاع عبدالرحيم الحربي، هي ما خفف من وقع الصدمة في قلوبنا نحن أفراد أسرته؛ الكبيرة والصغيرة؛ وكل من يمت به بصلة.
    علمنا فقدنا لعبدالرحيم، أن المرء هو سيرة حسنة، وعمل طيب، وحسن خاتمة، وذلك ما تجسد في شخص فقيد أملج الغالي الذي نشهد كل يوم من أبنائها ما يؤكد مكانته في قلوبهم، فهاهم مجموعة من الطلاب يبلغ عددهم(49) فرداً يقومون برحلة عمرة جماعية تكفل بنفقتهم زملاؤه المرشدون والطلابيون، وهناك الرياضيون الذين رسموا صورته في قلوبهم في لوحة كتبوا عليها ( لن ننساك يا أبا أحمد).
    وغيرهم وغيرهم ممن لا نعلم ما فعلوا بشأنه.
    وبعد ذلك كله ترانا نشعر بالحزن؟!
    نعم نشعر بالحزن على فقد أعماله الصالحة التي كم وكم أصلحت ذات بين، ورَبَّتَ على كتف محتاح، ومسدت على رأس يتيم، حتى ولو تحمل في سبيل ذلك ما يثقل كاهله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *