الهيئة بين المطرقة والسندان
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد لويفي الجهني[/COLOR][/ALIGN]
يقول الرسول صل الله عليه وسلم( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فالأخلاق من عوامل رقي الامم وتطورها ونهضتها فقال الشاعر( انما الامم الاخلاق مابقيت . ..فتخيل ان عائلة ذهبت لأحد المجمعات التجارية ووجدت تحرشا لا أخلاقيا وكلمات وأفعالا سيئة فمن يحافظ عل الفضيلة الاجتماعية؟.. المنطق يقول هذه مهمة كل مسلم .. قال الله تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ولكن للتنظيم قامت هيئة الامر بهذا الدور نيابة عن كل مسلم غيور وهي تعمل على مدار الساعة وعملها ميدانيا في أغلبه وهي بذلك تواجه المجتمع بكل أطيافه و اتجاهاته فهناك الرجال والنساء بكل اعمارهم وألوانهم وأخلاقهم وأمراضهم وعاداتهم وتقاليدهم وهناك تلبيس أبليس و الانفس الامارة بالسوء ومن تأبطا شرا ومن يحب ان تشيع الفاحشة وهناك المقلد والمغرب والمشرق وغيرهم من نعلمهم ومن لانعلمهم وهذا وأكثر.. كل هذا النسيج الاجتماعي يواجه رجال الهيئة فهم يواجهون الجميع ويعملون ساعات كبيرة براتب بخس وفي نظام العمل ان من يعمل لابد أن يخطئ فحساب ساعات العمل مع عدد الاخطاء هو معيار النجاح ورجال الهيئة بشر يعملون ويصيبون ويخطئون واعمالهم الجليلة كبيرة ولا تذكر وأخطاؤهم قليلة لكنها تحت المجهر الاعلامي وهي مادة قوية ودسمة للقال والقيل والمؤيد والرافض فالوطن متسع الارجاء وفيه العديد من المؤسسات التي تعمل وتخطئ وتصيب ولكن إذا اتهمت الهيئة انحصرت كل مشاكلنا في الهيئة حتى ينادي البعض بإيقاف شعيرة الامر بالمعروف وبالتالي نحكم بحكم غير عادل فنكتب على سطر ونقفز وننسى ونتناسى اسطراً و نحاول ان نوجه المجتمع الى مسار سلبي فوضويا تنعدم الفضيلة الاجتماعية … فالأخطاء تحدث لكل من يعمل وبدلا من التأجيج علينا ان تستفيد من الاخطاء وندرس اسبابها ومسبباتها ونحاول ايجاد الحلول بعقلانية وبحكمة بعيدا عن التشنج والأهواء فالهجمة عل الهيئة بصفة مستمرة ووضعها تحت المجهر لاينبغي حتى اصبحت بين المطرقة والسندان كما قال المثل فعلينا ان ندعم الهيئة وتكون نظرتنا بعيدة المدى لنحافظ على تناسق المجتمع والفضيلة الاخلاقية التي يتميز بها المجتمع الاسلامي بخصوصياته وتعاليمه وتقاليده وتوجهاته وتغيراته.
التصنيف: