الجنادرية والشيخ والمنصة

• محمد لويفي الجهني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد لويفي الجهني[/COLOR][/ALIGN]

المهرجان الوطني للتراث والثقافة مهرجان سنوي يقام على ارض الجنادرية ويسمى باسمها ويشرف عليه الحرس الوطني ينتظره الناس سنويا ويفد إليه أكثر من مليون زائر وزائرة من كل أرجاء الوطن وخارجه فهو ملتقى ثقافي اجتماعي يتعرف الزائرون فيه على العديد من العادات والتقاليد السعودية والخليجية والعربية وتقام فيه عدد من الفعاليات الثقافية التي تعرف الجيل على الأحداث التراثية لحقبة من الزمن الماضي ويقارن بينها وبين التطور التقني والفكري في هذا العصر ويحمد الله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى . والزائر للجنادرية يعرف ويدرك أهميتها واحداثها وايجابياتها على الواقع وليس من شاهد الاحداث على ارض الواقع كمن شاهد وسمع في وسائل الاتصال المختلفة فالجنادرية انجاز وطني سنوي فخر للعمل الوطني المتكامل فعلينا الإشادة به وبالقائمين عليه. وما يروجه البعض عن الجنادرية نتاج لثقافة أفراد وتربية اسر ونظرة البعض لما يحدث من منظور فكري قصير النظر غير مدرك للعمق الفكري والاجتماعي وتعدد الثقافات والعادات فينظر لها بنظرة لا اريك إلا ما أرى نظرة تشنجية سوداوية ذكورية وكأن ما في المجتمع إلا الرجال وعلى النساء عدم مشاهدة الفعاليات التي تقام نظرة تحتاج الى تطوير . وماحدث في (الجنادرية 28) من قيام احد رجال الهيئة بتصرف فردي بمحاولة الصعود إلى منصة عرض فعاليات دولة الإمارات وإيقاف الفنانة التي خرجت لترحب وتحيي الجمهور المتواجد من الرجال والنساء فمنعه رجال الحرس الوطني من الصعود وإثارة البلبلة .فتخيلوا لو صعد المنصة ودفع بتشنجه الفنانة ماذا يحدث أتوقع يحدث مالا يحمد عقباه فبعمله هذا اثار الفتنة والبلبلة وخاصة بعد نشر صوره في مواقع التواصل الاجتماعي حيث أيده عدد من المتعاطفين وعدد من مثيري الفتن والذين يصطادون لأية مشكلة حتى يضعفوا ترابط المجتمع ويصعدوا المشكلة إلى عدد من الاتجاهات . فما هكذا تحل الأمور وليس هذا من تعاليم الإسلام بل تشويه لصورة الإسلام فمثلا لو فعل كما يقول النظام حيث ان عليه ان يبلغ اللجنة العليا للمهرجان بهذه المخالفة فيتم إيقاف أية مخالفة بالنظام وليس بتصرف فردي وفعلا قامت اللجنة العليا للمهرجان بإيقاف الفنانة ومنعها من المشاركة بطرق حضارية وخاصة وإنها شاركت في جناح دولة شقيقة ضيفة مشاركة في المهرجان لها أنظمتها الخاصة بها .فعلينا أن نرتقي بمستوى تفكيرنا فالإسلام سهل وليس صعباً ولم ينتشر الإسلام بحد السيف أو القوة كما روج البعض بل بالحكمة والتعامل والمعاملة كما قال الله عز وجل ( أدعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة …. الاية )ورسولنا يقول بشروا ولا تنفروا يسروا ولاتعسروا. والإسلام محور حركة التنوير والرقي في تعاملنا وفكرنا وبعد نظرنا لكل الاحداث المحيطة فهل نفعل أم لا نفعل ؟..ومتى نفعل ونقول وننصح وننكر الفتن ماظهر منها ومابطن تحتاج لحكمة وذكاء وفطنة .فبهذا الفيلم لاحداث المنصة والفنانة ماذا يقول الناس عن إسلامنا هل يساهم في التعريف بالإسلام أو العكس ما هكذا تؤخذ الأمور وتعالج المشاكل فهلا سمعتم عن فعل حبيبنا صلى الله عليه وسلم مع الاعرابي الذي بال في المسجد وكيف عالج صلى الله عليه وسلم المشكلة فالإسلام سهل ودين حياة وفسحة وفرح وعمل وعلم ورقي وفكر وتفكر وعقل وحكمة وحب وتواصل وإخاء وطلاقة وجه وسهولة في التعامل في الأقوال والأفعال والإسلام دين المعاملة بهذه وصل الإسلام إلى قلوب الناس فيجب ان نرتقي بإسلامنا حتى لا ننفر من الإسلام ونصبح مصدر هدم وظلم وإشاعة للفتن والفوضى بين الناس فالإسلام ليس دين حمية او عنصرية بل دين رحمة للناس كافة . وأخيرا نحن مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نحبها وندعمها ونعترف لها بالفضل لكننا ضد العمل الفردي المتشنج ويجب ان نتصرف بحكمة وعلم و ان ندرك أهداف الدعوة وطرقها وأساليبها وخاصة في وقتنا الحاضر ونصبح مفاتيح للخير مغاليق للشر وبقول الله اختم ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) وقس على ذلك.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *