الرياضة

نجوم السامبا يخشون طموح رفاق ماركيز

ينتظر عشاق السامبا اليوم، مباراة منتخب البرازيل، ضد منتخب المكسيك في إطار مباريات دور الـ16 بكأس العالم روسيا 2018، وسيستضيف اللقاء ملعب سامارا أرينا. تصدر صاحب الـ5 كؤوس عالم المجموعة الخامسة برصيد 7 نقاط، وبفارق نقطتين عن منتخب سويسرا الوصيف، الذي رافقه في الصعود إلى ثمن النهائي، فيما تم إقصاء كل من منتخب صربيا صاحب الثلاث نقاط، ومنتخب كوستاريكا الذي لم يجمع سوى نقطة واحدة فقط من الجولات الثلاث.

كان منتخب البرازيل قد أنهى الجولة الأولى على غير المتوقع بعد تعادله مع المنتخب السويسري بهدف لكل منهما، ثم توقف الزمن في الجولة الثانية وأبى أن يضع الأبطال في خانة التعادل مرة أخرى تبُعده عن استكمال مشواره بالمونديال، فيأتي هدف فيليبي كوتينيو في الدقيقة 91 و يتبعه هدف نيمار في الدقيقة 97 من عُمر المباراة، ليُعلن الحكم انتصار منتخب البرازيل على المنتخب الكوستاريكي بهدفين نظيفين ؛ ليعود البطل متصدراً للمجموعة، ومن ثم يلاقي منتخب صربيا في الجولة الثالثة والأخيرة ويستطيع أن ينتصر بهدفين دون رد ليتأهل كمتصدر لمواجهة وصيف المجموعة السادسة.

غيابات السامبا
سيستمر غياب اللاعب فريديريكو شافيز “فريد”؛ بسبب الإصابة، وكان نجم المنتخب البرازيلي مارسيلو قد شعر بالألم في منطقة العمود الفقري في اللقاء السابق ضد صربيا، وخرج على إثرها في الدقيقة العاشرة، وأكد طبيب المنتخب البرازيلي أن الإصابة ليست بالخطيرة ولكن من المبكر تحديد مدة غياب اللاعب عن الملعب، ولذا فهناك بعض الشكوك من مشاركته في لقاء اليوم.

ومن المنتظر أن يعتمد المدرب تيتي على كل قوته الضاربة، مشركًأ نفس تشكيلته الأساسية بلا أي مفاجآت سوى الدفع باللاعب فيليبي لويس بديلا عن مارسيلو إذا لم يستطع العودة من إصابتة قبل اللقاء، وسيكون في مقدمة الأسماء البرازيلية بالطبع نجم السامبا الأول نيمار وباقي اللاعبين الذي يعتمد عليهم دائماً مثل أليسون بيكر، وباولينيو، وفيليبي كوتينيو، وكاسيميرو، مع إعطاء بعض التعليمات الهجومية نظراً لأهمية اللقاء؛ حيث انتهت فترة الراحة للمنتخبات التي تطمح في حمل اللقب.

وفي المقابل، يدخل منتخب المكسيك اللقاء بعد أن صُعق بثلاثية غاية في الروعة أمام المنتخب السويدي ضمن الجولة الثالثة، وكانت النتيجة غير متوقعة؛ خاصة وأن المنتخب المكسيكي قد قدم أداء رائعاً في الجولتين السابقتين، واستطاع أن ينتصر على منتخب ألمانيا بهدف دون رد في الجولة الأولى، ومن ثم الانتصار على كوريا الجنوبية بهدفين مقابل هدف، ولكن بعد أن ظن الجميع أن منتخب الايل تريكولور قد تصدر المجموعة، يأتي منتخب السويد ليغُص عليهم فرحتهم بالتأهل إلى الدور الثاني ويقسو عليهم بثلاثية نظيفة، مختطفاً منهم الصدارة رُغم تعادلهم في النقاط الـ6، ولكن يتفوق المنتخب السويدي بفارق الأهداف.

وبالتأكيد سيكتُب منتخب المكسيك سطراً عريضاً في تاريخه، إذا ما استطاع إقصاء منتخب السامبا من دور الـ16. ولا توجد غيابات في قائمة منتخب المكسيك، وستكون جميع الخيارات متاحة للمدرب خوان كارلوس أوسوريو، ومن المتوقع أن يقوم بالدفع بكل القوة الضاربة في الفريق لمحاولة إيقاف الزحف البرازيلي المرعب هجومياً.

أرقام المباراة
– تواجه منتخب البرازيل ومنتخب المكسيك 40 مرة من قبل، حيث انتهى أكثر من نصف هذه اللقاءات لصالح راقصي السامبا، حيث انتصروا في 23 مباراة، وتعادلا في 10، بينما لم يُهزموا سوى في 7 مباريات فقط.

– لم يفز الايل تريكولور بأي من مبارياته الأربع السابقة ضد منتخب السيليساو في كأس العالم، حيث هُزموا في ثلاث مباريات وتعادلوا في لقاء واحد، ولم ينجحوا في هز شباك راقصي السامبا في الأربعة لقاءات، بينما اهتزت شباكهم 11 مرة.

– سيكون هذا اللقاء الخامس بين البرازيل والمكسيك في كأس العالم، فقط ثلاث مواجهات قد تخطت عدد المواجهات الحالية بينهما، الأولى هي بين المنتخب البرازيلي ضد المنتخب السويدي برصيد 7 لقاءات في كأس العالم، والثانية بين الأرجنتين ضد ألمانيا أيضاً 7 لقاءات، بينما الأخيرة بين المنتخب الألماني أيضاً ومنتخب يوغوسلافيا برصيد 6 مباريات.

– أخفق بطل العالم في الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم في عام 1990، ومنذ ذلك الحين وهو يصل دائماً إلى الدور ربع النهائي.
– يتطلع المنتخب البرازيلي للفوز في مباراته الثالثة على التوالي في نهائيات كأس العالم، والتي لم تحدث منذ نسخة عام 2006.

– لم يُهزم منتخب السامبا في آخر 14 مباراة، فقد انتصر في 10 وتعادل في 4 فقط، وكانت آخر هزيمة لهم في يونيو 2017 ضد الأرجنتين بنتيجة (1-0).

– خرج منتخب المكسيك من دور ثمن النهائي في آخر 6 بطولات كأس عالم خاضها، في الواقع لم يتخط الإيل تريكولور أبدا دور الـ16 من كأس العالم خارج ملعبهم.

إذا وصل ممثل الكونكاكاف إلى ربع النهائي هذا العام فستكون هذه هي المرة السادسة التي يصل فيها إحدى دول شمال أمريكا إلى دور الـ8، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في بطولات متتالية بعد وصول منتخب كوستاريكا إلى دور الـ8 في كأس العالم 2014.
المنتخب المكسيكي هو الفريق الذي يشارك في معظم بطولات كأس العالم دون الفوز باللقب، حيث شارك في 56 مباراة دون أي ألقاب.

تلقى المنتخب المكسيكي تسديدات على مرماه أكثر من المنتخب البرازيلي بـ5 أضعاف في مرحلة المجموعات، حيث تلقى 20 تسديدة على مرماه، في مقابل 4 تسديدات فقط على مرمى السيليساو.

شارك فيليبي كوتينيو بشكل مباشر في ثلاثة من أهداف البرازيل الخمسة في كأس العالم هذا العام حيث أحرز هدفين وصنع هدفاً، وجدير بالذكر أن أول هدف أحرزه بقميص المنتخب كان ضد المكسيك في يونيو 2015، عندما انتصروا بهدفين دون رد.

سجل خافيير هرنانديز تسديدة واحدة فقط على المرمى في هذا المونديال من 270 دقيقة لعبها لمنتخبه هذا العام، رغم تسجيله هدفاً في مرمى كوريا الجنوبية.

طموح الإيل تريكولور
لا يوجد العديد من الفرق في العالم تملك تاريخا من النجاح، ولو حتى متواضعا ضد البرازيل، بطلة كأس العالم خمس مرات، لكن في الأعوام الأخيرة أثبتت المكسيك أن لديها ما يلزم لسرقة الأضواء من أصحاب القميص الأصفر. وفي حين لم تستطع سبعة فرق تأهلت للدور الثاني في كأس العالم في روسيا تحقيق أي فوز على البرازيل منذ عام 2000، ولدى فرنسا فقط، التي هزمت البرازيل 3 مرات في 6 مواجهات، نتائج أفضل من بين الفرق المتبقية في دور الستة عشر.

والأكثر إثارة للإعجاب أن المكسيك فازت في 6 من آخر تسع مباريات رسمية ضد البرازيل، وخسرت مرتين فقط، وستدخل مواجهة دور الستة عشر أمام المنتخب البرازيلي اليوم، وهي مليئة بالثقة. وتفوق المنتخب المكسيكي أيضا على البرازيل ليحرز ذهبية أولمبياد لندن 2012 وفرضت المكسيك التعادل بدون أهداف على البرازيل صاحبة الضيافة في دور المجموعات بكأس العالم قبل أربع سنوات.

لكن في العديد من المناسبات خلال هذه النجاحات السابقة على المنافس الأعلى مكانة القادم من الجنوب كانت هذه الانتصارات خادعة للمكسيك ومحفزة للبرازيل. وفوز المكسيك 1- 0 على البرازيل في كأس كوبا أمريكا 2001 مثال على ذلك، وقدمت البرازيل بطولة كارثية وخرجت على يد هندوراس في بداية عهد المدرب لويز فيليبي سكولاري، لكن المنتخب البرازيلي مضى ليفوز بكأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان بعد 12 شهرا لاحقة فقط. وبالطريقة نفسها في كوبا أمريكا 2007 أنزلت المكسيك أول هزيمة بالبرازيل تحت قيادة المدرب دونجا، وفاز المنتخب البرازيلي بعدها باللقب بينما خسرت المكسيك في الدور قبل النهائي.

سجل سلبي
وربما قدمت المكسيك عدة عروض جيدة لكن عندما يأتي الأمر إلى المواجهات الحاسمة فإنها تفشل في المعتاد مثلما يوضح سجلها السييء في أدوار خروج المهزوم في كأس العالم.

وكانت الهزيمة أمام هولندا في دور الستة عشر عام 2014 السادسة على التوالي للمنتخب المكسيكي في الدور الثاني. وآخر مرة بلغت فيها المكسيك دور الثمانية كانت في 1986 عندما استضافت البطولة ورغم مشاركتها في كأس العالم 15 مرة فإنها تأهلت لدور الثمانية مرتين فقط، وفي المناسبتين كانت الدولة المضيفة.

وإذا نجحت في تجاوز هذه العقبة والتأهل لدور الثمانية لأول مرة منذ ما يزيد على 30 عاما، سيكون عليها تجاوز البرازيل باستخدام التنظيم الدفاعي نفسه والسرعة في الهجمات المرتدة مثلما فعلت أمام ألمانيا في دور المجموعات. لكن البرازيل ليست ألمانيا وتملك إبداعا أكبر وسلاسة في الهجوم وهو ما قد يسبب مشاكل للمنتخب المكسيكي الذي لا يزال مترنحا بعد هزيمته 3-0 أمام السويد وهي نتيجة كادت أن تطيح به من البطولة.

وتبشر المواجهة التي تقام في سمارا بالكثير من الأحداث مع تأثر دفاع الفريقين بالسرعة مع امتلاكهما الكثير من السرعة أيضا في الهجوم. وإذا تمكنت المكسيك من استخدام روح نتائجها في الفترة الأخيرة أمام البرازيل فإنها قد تحقق الانتصار الأكثر روعة على المنافس الشهير وتغير تاريخها في السنوات الماضية في كأس العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *