الرياضة

الأمير خالد الفيصل صاحب اقتراح البطولة.. كأس الخليج.. فكرة سعودية ظهرت في المكسيك.. وانطلقت من البحرين

تقرير- فريق التحرير
تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في العالم العربي، صوب الكويت، ابتداءً من اليوم، وحتى الخامس من يناير المقبل، لمتابعة فعاليات واحدة من أكثر البطولات الإقليمية إثارة للجدل. وتستضيف الكويت فعاليات النسخة الـ 23 من بطولة كأس الخليج، التي تقام بمشاركة الكويت، والسعودية، والإمارات، والعراق، واليمن، وقطر، والبحرين، وعُمان. وأثارت هذه النسخة جدلًا واسعًا حتى قبل ضربة البداية لفعالياتها، وذلك بسبب الارتباك والتغييرات العديدة التي أحاطت بتنظيم هذه النسخة. وكان مقررًا أن تقام هذه النسخة في العراق، ولكن حظر إقامة مباريات في العراق؛ بسبب الأوضاع الأمنية، والسياسية حال دون ذلك، ليصبح حق الاستضافة من نصيب الكويت، لكنه انتقل أيضًا إلى قطر، في ظل عدم استعداد ملاعب الكويت لاستضافة البطولة.
ومع رفع الإيقاف عن الكرة الكويتية قبل أيام، اتفق رؤساء الاتحادات الخليجية، على رجوع البطولة2 للكويت.
وتحظى بطولات كأس الخليج منذ انطلاقها عام 1970 وحتى الآن، كما أن استمرارية البطولة منذ انطلاقها، وحتى الآن، جعل منها واحدة من أقوى البطولات الإقليمية المعترف بها دوليًا، بل إن البعض يراها في كثير من الأحيان خير بديل لبطولة كأس العرب التي لا تقام بنفس الدرجة من الانتظام.
ورغم قلة عدد المنتخبات المشاركة، تشهد البطولة دائمًا منافسة شديدة على اللقب نظرًا لتقارب مستوى معظم المنتخبات المشاركة، ومثل العديد من البطولات العربية كانت فكرة إقامة هذه البطولة سعودية، وصاحبها هو الأمير خالد الفيصل، الذي طرح الفكرة في أواخر الستينيات، قبل أن يعرضها وفد بحريني ، خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968. ونظرًا لحرص البحرين على المضي قُدمًا في تنفيذ الفكرة، عقد الاتحاد البحريني لكرة القدم اجتماعًا عقب العودة من المكسيك لمناقشة الفكرة، وتقرر توجيه الدعوة إلى السعودية، والكويت؛ لأنهما كانتا الدولتين الخليجيتين اللتين انضمتا للاتحاد الدولي للعبة. ووافقت الدولتان على المشاركة في البطولة الأولى في ضيافة البحرين في 1970. وشاركت قطر في البطولة الأولى بإذن من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، رغم أنها لم تكن ضمن الدول الأعضاء في الفيفا آنذاك. وعقد اجتماع لممثلي الدول المشاركة على هامش البطولة الأولى، وتقرر خلاله إقامة الدورة كل عامين بدلًا من إقامتها سنويًا كما اختيرت السعودية لاستضافة الدورة الثانية. ونصت لائحة البطولة على أن الفائز باللقب 3 مرات يحتفظ بالكأس مدى الحياة، على أن تجرى المنافسات بعد ذلك على كأس جديدة على غرار بطولات كأس العالم. واقتصرت المشاركة في البطولة الأولى على منتخبات الكويت والبحرين والسعودية وقطر، وأُقيمت مبارياتها على ملعب مدينة الشيخ عيسى الرياضية، وافتتحها الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين، وشهدت الدورة تسجيل 19 هدفًا، وتُوِّج الكويتي محمد المسعود هدافًا للبطولة برصيد 3 أهداف، والقطري بلان أفضل لاعب، والسعودي أحمد عيد أحسن حارس مرمى. واستضافت السعودية النسخة الثانية 1972، وتعادلت السعودية مع الكويت في الافتتاح الذي حضره الملك فيصل بن عبدالعزيز، وشاركت في الدورة 5 منتخبات ، بعد انضمام الإمارات، لكن المنتخب البحريني فاجأ الجميع بانسحابه خلال مباراته أمام السعودية؛ بسبب سوء التحكيم. واحتفظ المنتخب الكويتي باللقب بعدما رفع رصيده في الصدارة إلى 5 نقاط بفارق الأهداف فقط عن السعودية، ولذلك تقرر بعد البطولة أن تقام مباراة فاصلة في البطولات التالية في حالة التساوي في عدد النقاط.
وفازت الكويت بشرف تنظيم النسخة الثالثة من 15 إلى 29 مارس 1974، وانضمت عُمان لقائمة المشاركين فوزعت الفرق على مجموعتين ضمت الأولى الكويت وقطر وعُمان، وضمت الثانية السعودية والإمارات والبحرين، وحضر الافتتاح بين الكويت والإمارات الشيخ صباح سالم الصباح، وتُوِّج المنتخب الكويتي باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد الفوز في النهائي على السعودية 4/0، واستضافت قطر النسخة الرابعة 1976، وكادت البطولة تنهار قبل انطلاقها حيث هددت الدولة المنظمة بالانسحاب من البطولة؛ بسبب اعتراض المنتخبات الأخرى على مشاركة المصري حسن مختار واللبناني جمال الخطيب مع المنتخب القطري وانتهت المشكلة باستبعاد اللاعبين. وارتفع عدد الفرق المشاركة في البطولة إلى 7 منتخبات، وعادت لنظام المجموعة الواحدة بعد انضمام العراق التي رفعت من مستوى المنافسة، واحتلت المركز الثاني خلف الفريق الكويتي الذي أحرز اللقب الرابع على التوالي. ولكن ذلك لم يمنع المنتخب الكويتي من إعلان انسحابه من البطولات التالية، بعد أن رأى مسئولوه ابتعاد المسابقة عن الأهداف التي وجدت لتحقيقها. وفشلت إقامة النسخة الخامسة في موعدها عام 1978 نظرًا لعدم اكتمال المنشآت في الإمارات، لتستضيفها العراق من 23 مارس إلى الثامن من أبريل 1979. ونجح المنتخب العراقي في استغلال إقامة البطولة على أرضه، فأحرز اللقب الأول له، ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة، وأنهى الاحتكار الكويتي وفاز المنتخب العراقي بجميع مبارياته في البطولة التي شهدت مشاركة سبعة منتخبات، بعد تراجع الكويت عن قرار الانسحاب. وأقيمت النسخة السادسة في الإمارات العربية المتحدة 1982، بمشاركة نفس المنتخبات، وافتتحها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في حضور الإسباني خوان أنطونيو سامارانش، وفازت الإمارات في الافتتاح على قطر 1/0. وشهدت البطولة حالة الانسحاب الثانية في بطولات الخليج، وكانت للمنتخب العراقي الذي انسحب في اليوم الثاني للبطولة. واستعاد اللقب المنتخب الكويتي الذي شارك في وقت لاحق من نفس العام في بطولة كأس العالم 1982 في أسبانيا. واستضافت عُمان النسخة السابعة 1984 وشاركت فيها نفس المنتخبات بعد عودة الفريق العراقي، الذي استعاد اللقب بالفوز على قطر في مباراة فاصلة بضربات الترجيح.
وشهدت المباراة الافتتاحية للبطولة أول هزيمة لمنتخب الدولة المنظمة في كؤوس الخليج، بهزيمة عُمان أمام البحرين 1/0
واستضافت البحرين البطولة للمرة الثانية في تاريخها، وافتتح أمير البحرين عيسى بن خليفة النسخة الثامنة التي أقيمت من 22 مارس إلى السابع من أبريل 1986 بمشاركة 7 منتخبات، وتعادلت البحرين مع العراق في الافتتاح سلبيًا.
واستعاد المنتخب الكويتي لقبه، في حين حلت العراق سادسة لغياب عدد كبير من نجومها؛ بسبب الاستعدادات بعد تأهلهم لكأس العالم التي أقيمت في وقت لاحق من نفس العام في المكسيك.
أما الدورة التاسعة فاستضافتها السعودية 1988، بمشاركة نفس الفرق أيضًا، وشهد الافتتاح الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الذي افتتح في هذه البطولة استاد الملك فهد الذي تبلغ سعته 80 ألف مقعد، وحقق الفريق السعودي الفوز على عُمان 2/0 في الافتتاح.
واستعاد المنتخب العراقي اللقب مرة أخرى.
واستضافت الكويت النسخة العاشرة من 1990، وافتتحها الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت بملعب الصداقة والسلام، وفازت الكويت على البحرين في الافتتاح 1/0، وفازت الكويت باللقب السابع.
وشهدت البطولة انسحاب منتخبين؛ حيث انسحبت السعودية قبل البطولة، والمنتخب العراقي في وسط المنافسات؛ اعتراضًا على التحكيم بعد طرد قائد الفريق عدنان درجال خلال المباراة أمام الإمارات.
وكانت هذه هي نهاية أحد فصول المنتخب العراقي في البطولات الخليجية؛ حيث استبعد منها تمامًا بعد الغزو العراقي للكويت الذي حدث في نفس العام.
وعادت السعودية للمشاركة في النسخة الحادية عشرة، التي أقيمت في قطر 1992 ، بمشاركة 6 منتخبات بعد استبعاد العراق، وفاز المنتخب القطري على عمان 2/0 في الافتتاح.
وأحرز الفريق القطري، اللقب للمرة الأولى في تاريخه في ظل ظهور المنتخب الكويتي بعيدًا عن مستواه المعهود واحتلاله المركز الخامس.
واستضافت الإمارات البطولة الثانية عشرة، وفازت الإمارات على قطر حامل اللقب في الافتتاح 2/0 ، ونجح المنتخب السعودي في إحراز لقبه الأول في ظل انعدام الاتزان لمنتخبي قطر، والكويت.
أما النسخة الثالثة عشرة فأقيمت في عمان من 15 إلى 28 أكتوبر 1996، وفازت السعودية في الافتتاح على عمان منظم البطولة 1/0 ، واستعاد المنتخب الكويتي لقبه المفضل ليصبح اللقب الثامن له في البطولة.
واستضافت البحرين النسخة الرابعة عشرة، وهي المرة الثالثة في تاريخها التي تستضيف فيها البطولة، واحتفظ المنتخب الكويتي بلقبه بعد منافسة شرسة مع السعودية.
وتأخر إقامة النسخة الخامسة عشرة حتى عام 2002؛ حيث استضافتها السعودية، واستطاعت أن تحرز لقبها الثاني في بطولات كأس الخليج بعد منافسة قوية مع قطر رغم أنها بدأت البطولة بالتعادل مع المنتخب الكويتي 1/1.
وارتفع عدد المشاركين مجددًا إلى 7 منتخبات من خلال انضمام المنتخب اليمني إلى منافسات كأس الخليج في البطولة السادسة عشرة التي استضافتها الكويت 2004.
ومع المشاركة اليمنية الأولى في البطولة، وارتفاع عدد المتنافسين إلى سبعة منتخبات، أقيمت فعاليات هذه الدورة بنظام دوري من دور واحد بين جميع المنتخبات المشاركة، وسقط المنتخب الكويتي في فخ التعادل السلبي في المباراة الافتتاحية أمام نظيره العماني.
لكن المفاجأة الأكثر تأثيرًا كانت احتلال المنتخب الكويتي المركز السادس قبل الأخير في هذه الدورة برصيد 5 نقاط فقط من 6 مباريات رغم إقامة البطولة على أرضه.
وفي المقابل، شق المنتخب السعودي طريقه بنجاح ليدافع عن لقبه، ويحرز الكأس الخليجية للمرة الثالثة في تاريخه.
وأقيمت النسخة السابعة عشرة 2004 في قطر، وشهدت هذه الدورة، عودة المنتخب العراقي للمشاركة في البطولات الخليجية.
وارتفع عدد المشاركين إلى 8 منتخبات قسمت على مجموعتين، وتوج المنتخب القطري باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعدما تغلب في المباراة النهائية على نظيره العماني 7/6 بضربات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1.
وشهدت البطولة تراجعًا في مستوى المنتخب السعودي، الذي خسر أمام الكويت والبحرين، وفاز على اليمن فقط وخرج من الدور الأول برفقة نظيره اليمني كما لم يظهر المنتخب العراقي بالمستوى الذي كان عليه قبل ابتعاده عن المشاركات الخليجية وودع البطولة من دورها الأول أيضًا.
واستغل المنتخب الإماراتي إقامة النسخة التالية على ملاعبه في عام 2007 وتُوج باللقب للمرة الأولى في تاريخه عقب تغلبه على المنتخب العماني 1/0 في المباراة النهائية للبطولة.
وبعد سقوطه مرتين متتاليتين في المباراة النهائية، سجل المنتخب العماني اسمه أخيرًا في القائمة الذهبية للبطولة وتُوج بلقب البطولة التاسعة عشرة، التي استضافتها بلاده 2009. ولعب حارس المرمى العماني علي الحبسي دورًا بارزًا في فوز المنتخب العماني باللقب؛ حيث حافظ على نظافة شباكه على مدار المباريات الخمس التي خاضها الفريق في البطولة قبل أن تهتز فقط من خلال ضربات الترجيح التي حسم بها المنتخب العماني لقب البطولة بالتغلب على نظيره السعودي 6/5 في النهائي الذي انتهى وقته الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وأحرز الحبسي لقب أفضل حارس مرمى في البطولة للدورة الرابعة على التوالي.
واستضافت اليمن النسخة العشرين في 2010 ، ولكن إقامة البطولة على أرضه لم يمنح المنتخب اليمني أي فرصة لمنافسة المنتخبات الأخرى صاحبة النفوذ الخليجي؛ حيث سقط أصحاب الأرض في فخ الهزيمة بجميع المباريات الثلاث في الدور الأول أمام الكويت والسعودية وقطر. وأكمل الأزرق الكويتي قصة نجاحه بالفوز 1/0 على نظيره السعودي في المباراة النهائية، ليعود إلى منصة التتويج بعد 12 عامًا من الغياب حيث تُوج بلقبه العاشر في البطولة مقابل 10 ألقاب موزعة على باقي المنتخبات الأخرى. وعادت البطولة الخليجية إلى أحضان البحرين مجددًا من خلال دورتها الـ 21 في 2013 بمشاركة المنتخبات الثمانية.
وتُوج المنتخب الإماراتي باللقب الثاني في تاريخ مشاركاته بالبطولة وذلك بالفوز 2/1 على العراق في المباراة النهائية للبطولة. واستضافت السعودية النسخة الماضية (خليجي 22) وشق الأخضر السعودي طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية للبطولة على استاد الملك فهد في العاصمة الرياض. ورغم تقدم المنتخب السعودي بهدف، إلا أنه خسر أمام نظيره القطري 2/1 ليُتوج الأخير باللقب للمرة الثالثة، ليعادل بهذا رصيد منتخبي السعودية، والعراق في عدد مرات الفوز باللقب الخليجي. وأحرز النجم نواف العابد جائزة أفضل لاعب في هذه النسخة، فيما فاز الإماراتي علي مبخوت بجائزة الهداف برصيد 5 أهداف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *