الأرشيف مقالات الزملاء

أنت تفكر إذن أنت مفقود!

فيصل سجد

• تراودنا أفكار كثيرة في اليوم والعقل دائما ما يفكر ومشغول بفكره وليس بفكرة. لأن الأفكار لا تعد ولا تحصى. وتتنوع ما بين شريرة وخيرة.
• فقال عنها أحد الفلاسفة أنا أفكر إذا أنا موجود!
• ورد عليه أحد العلماء المهتمين في التنوير والسلام والمحبة أنها خطأ كبير.
• أنت تفكر إذا أنت مفقود. نعم. لأنك إذا فكرت بشيء ما فأنت معنا جسديا فقط ومسافر مع الزمن.
• لذلك قالوا يجب عليك أن تكون “هنا والآن” كيف؟ بمعنى آخر خليك مركز باللحظة التي أنت معني بها زمنيا ومكانيا. لا تسرح ولا تذهب بعيدا.
• والتفكير المتواصل غير صحي أبدا. فهو يقودنا إلى أعراض نحن في غنى عنها. ومن يستطيع أن يمسك نفسه عن التفكير ويعيش لحظته سواء كان في صلاة أو عمل أو نوم أو أكل أو لعب فهو في كامل تركيزه. في الصلاة هناك خشوع. والعمل إنجاز بدقة. والنوم استرخاء وراحة. والأكل مضغ وطحن وبلع بسهولة دون غصة. واللعب تلعب وأنت بكامل جاهزيتك البدنية والذهنية. وهكذا.
• أفكار تدور بروؤسنا وكم هائل من المعلومات يغرس في عقولنا وجيش من الكلمات يغزو جوارحنا ومثله يطنطن في آذاننا.
• والذي يزيد الأمر أكثر تعقيدا أننا في عصر السرعة. ونحن في تسارع مع الزمن. فالأدوات التي بأيادينا ذكية وسهلة الاستخدام.
• كان الكمبيوتر الشخصي في البيت صعب حمله إلى مكان آخر. بذلك أنت غير ملزم بتناوله في مكان آخر.
• بعد ذلك جاءنا الكمبيوتر المحمول فصرنا نحمله في أي مكان نريد.
• الآن صارت هواتفنا النقالة بها كل شيء. صار العالم كله بين يديك.
• تستطيع معرفة ما يجري حولك وخلفك وأمامك وفوقك وتحتك من هزات أرضية.
• كل ما في الأمر تذهب لمواقع التواصل الاجتماعي المعروفة وتطالع تلك الأخبار والنشرات والمقاطع و”البرودكاستات” والرسائل القصيرة والفيديو وتفتح الروابط التي ربما تكون على هيئة “هكر” يقوم باختراق موقعك وحسابك وهذه انتشرت في الآونة الأخيرة.
• إذن نحن مع عصر سريع جدا ومن يريد أن يلاحقه في كل الأوقات يتعب. ما الحل ؟ علينا بأخذ إجازة لأنفسنا وقسطا من الراحة وجلسة استرخاء وصفاء الذهن لكن دون تفكير.
• الفكر بمعناه الفلسفي والتقدمي والعلمي والأدبي والإداري جميل وحسن بل ومطلوب.
• والفكرة هي أصل كل شيء حولك. ما تراه من منجزات ملموسة كلها جاءت بفكرة.
• التفكير وهم ما يسمى بالعصف الذهني مناسب لأصحاب الوعي العالي. لكن التفكير المتواصل المسترجع لآلام الماضي وتقرحاته، المقلق للمستقبل وغموضه، مرفوض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *