الأرشيف مقالات الزملاء

درس المذيعة الأمريكية موجه لنسائنا؟

ابراهيم المدني

استمعت لخبر نقلته احدى القنوات الخليجية قبل يومين مفاده ان مذيعة أمريكية تقدم برنامجاً تلفزيونياً لم تضع المكياج على وجهها من نحو 30 عاماً وبررت المذيعة ذلك بعدم حاجتها له وتعود متابعيها على مشاهدتها طبيعية بشكل دائم.
واضاف في البداية كنت اقلد الرجال ولاحظت في الاسابيع الاولى ان الناس لم يتغيروا تجاهي واقتنعت بعدم جدوى وضع المكياح على بشرتي.. انتهى كلام المذيعة على لسان ناقلة الخبر وتمنت ان النساء من مجتمعنا قد استمعن لهذا الخبر والذي يدل على ان هذه المذيعة لديها ثقة كبيرة في نفسها وفي تصرفاتها وظهورها المتكرر على الشاشة دون مكياج دليل على قناعتها بأن المكياج تأثيره يظهر على فئة معينة وليس معظم النساء, وللاسف الشديد المستخدمات للمكياج من العرب والمسلمين بعضهن جميلات ولسن في حاجة لمساحيق وألوان اضافية لوجهها وبشرتها ولكن عدم الثقة في النفس والخوف من سخرية الاخريات يدفعهن لوضع المكياج وارضاء لمن يشاهدنها وهذه الفئة من الناس ينبغي عليهن الاستماع للخبر انف الذكر عدة مرات حتى يستوعبن درس المذيعة الامريكية وليت النساء في مجتمعنا يتخلصن من وهم المكياج فهو في حقيقة الامر لا يضيف جديدا للجميلات ونساء مجتمعنا العربي والاسلامي بحمد الله معظمهن جميلات ويحتجن لمزيد من الثقة بالنفس وبالمناسبة تذكرت ذات مرة أن قرأت حوارات صحفية واذاعية وتلفزيونية لسيدات من مجتمعنا اهتمامهم بالمكياح ضعيف جدا واخريات لا يتعاملن معه على الاطلاق وذلك لمعرفتهن بأن المستفيد الاول من بيعه وتسويقه هي شركات تبحث عن الكسب المادي فقط ويحاولون كسب المزيد من الاموال تحت شعارات عدة من ابرزها “كوني جميلة” وكوني متميزة وغير ذلك من المفردات التي تحرص الشركات على استخدامها لجذب المستهلك العربي ودفعه لشراء المكياج تحت ستار الجمال وللاسف الشديد اندفعت نساء مجتمعنا العربي والمسلم نحو هذه الاعلانات التسويقية وضربوا ارقاماً قياسية في شراء المكياح وصارت الشركات تدر دخلاً بالمليارات من الدولارات سنوياً في مقابل صبغات وألوان تضعها السيدة على شفاهها ووجهها عند مغادرتها لمنزلها ذاهبة لعملها او للتسوق.
ولا أنسى الحديث الذي دار بيني وبين احدى محارمي ذات يوم حيث لاحظت حرصها على وضع المكياح على وجهها وكانت تطلب من شقيقتها مساعدتها والاستعانة برأيها حول الالوان المناسبة لبشرتها وكانت ذاهبة لزيارة قريبة لها في المستشفى وقلت لها بعفوية.. هل المكياج ضروري.. فردت قائلة اذا لم اضع المكياج فسيقولون هذه زعلانة او عندها عزواء.. واستغربت من سطحية التفكير وهي بلاشك نموذج لبعض النساء المهتمات برأي الآخرين وليس لديها الثقة الكاملة في نفسها وليتها تتعلم من المذيعة الامريكية الثقة في النفس وتوفر ما تصرفه على مكياجها سنويا فبعض النساء مع الاسف يستلفن المكياج ان لم يكن لديها لتضعه على وجهها وهي في حاجة حقيقية له ولكنه التقليد الأعمى؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *