ماذا حصل في منتزه القيصر؟

• ناصر الشهري

[COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR]
كانت مصافحة باردة تعكس هواجس حرب ساخنة .حين تقابل كل من أوباما وبوتين في بهو مقر مؤتمر قمة العشرين الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي بمدينة سان بطرسبرج.. تلك المدينة السياحية التي جمعت العشرين في احد رموز القيصر التاريخية. مدينة لم تنعكس أجواؤها على التوترات الوراثية والقائمة. بل أشعلتها الأزمة السورية التي خطفت الأضواء من جدول الاعمال الاقتصادية إلى أجواء حرب تقاسمت السجالات بين الصقور والحمائم. وفريق وظف القضية إلى مهمة المؤتمر وذلك من خلال التلويح بالانعكاسات المتوقعة على ارتفاع أسعار النفط في حال الوصول إلى حرب في منطقة الشرق الأوسط.
غير ان رجل المخابرات الروسية العتيق فلاديمير بوتين كان قد خرج عن لياقة المضيف عندما وصف أوباما بأنه أشبه بالطالب المشاغب في آخر الفصل الدراسي!!
عبارة أظهرت حجم «الحنق» الروسي تجاه ديمقراطية أمريكية ترفع السلاح في وجه دكتاتورية وصلت إلى حد الحكم بأدوات الدمار الشامل في دمشق.
غير ان قمة التناقض الكبير بكل مسافاته قد جاء في كلمة بوتين أمام قادة العشرين. والتي اشار فيها إلى قلقه من استمرار حالة الطوارئ في مصر دون ان يعطي اهتماماً لحالة الكيماوي والقتل المستمر منذ عامين في سوريا!
وهي محاولة «للتسطيح الغبي» الذي لا تقبله أي مقارنة. بل كانت رؤية فوق احتمال العقل والضمير.
لكن ما هو الذي حصل في نهاية سان بطرسبرج على الجانب الآخر عند صانع القرار الامريكي باراك أوباما الذي تناقض هو الآخر في تصريح مختلف يعادل اختلاف التوقيت ما بين كل من موسكو وواشنطن. حيث قال : انه ليس متأكداً بأن السلاح الكيماوي يؤثر على الأمن القومي الأمريكي!
كلام خطير جداً يأتي بعد خطاباته المتعددة وإقناعه للكونجرس بأن تحركه لضرب نظام سوريا ينطلق من صلاحياته لحماية الأمن القومي الامريكي وانه على قناعة بخطورة ذلك التهديد!
فهل كان ذلك نتيجة للضغوط داخل دوائر منتزه القيصر الروسي. أم انه تلقى اشارة من الكونجرس الذي كان قد وافق مبدئياً على الضربة قبل توزيع مشروع القرار على الأعضاء للتصويت. رغم انه يمتلك صلاحية القرار في حال رفض الأغلبية داخل المجلس.
أم أن أوباما قد سمع نصائح العودة إلى مجلس الأمن رغم ادراكه للفيتو الروسي والصيني. ومن ثم الاعتماد على التحالف خارج اجماع المجلس؟.
غير أن ورقة المصالح هي الأهم ما بين أوروبا وأمريكا بمن فيهم روسيا وذلك في زواياها السرية غير المعلنة بين كل الأطراف . خاصة بعد تصريح الرئيس الفرنسي هولند الذي خفف من حدة خطابه من التلويح بالمشاركة في الضربة إلى الإعلان عن دعم المعارضة بالسلاح!
وأمام المشهد والاختيار الصعب للرئيس الامريكي. ومخاطر المرحلة. يبقى في دمشق نظام يطل برأسه من فوق رقبة يرى انها ستظل طويلة لقتل المزيد من شعبه في سباق مع الزمن لتكملة الأرض المحروقة بسكانها. رغم كل ما تقدم وما تأخر.. وما قد يأتي أو لا يأتي . ولا عزاء في حكمه لكل الشهداء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *