الصحوة الوطنية أولاً
بدون مقدمات.. بدون استعراض القصة وتفاصيل المعاناة.. وبدون تحديد المكان ولا الزمان.. بدون كل ما تقدم وما تأخر وما نأمل أن يأتي وما لا ننتظر ان يتكرر. سأدخل في الموضوع بما هو ابعد من حجم الكلام.
ليس المهم انتظار صحوة ضمير لا يفوق لإصلاح ما أفسده أي نجار إلاّ بعد وقوع الكارثة على مستوى التصنيف الاجتماعي كما فعلت وزارة الصحة مع الدكتور (النجار) الذي ارتكب الخطأ الطبي ليتم ترحيله بعد عدة أخطاء مماثلة.
ليس المهم انتظار معالجة تصريف مياه الأمطار داخل المدن إلاّ بعد وقوع كوارث السيول.
ليس المهم تصحيح مسار الدعوة الإسلامية إلاّ بعد أن تحقن العناصر المتطرفة بعض شبابنا بالأفكار الضالة.
ليس المهم منع التعديات على الأراضي إلاّ بعد سرقتها بمساحات كبرى وفي أماكن حيوية ومنتخبة.
ليس المهم البحث عن اسباب المشاريع المتعثرة إلاّ بعد فترة يلفها النسيان وبعد ان تطير أجنحة طيور الفساد بأرزاقها.
ليس المهم معالجة أوضاع المقاهي إلاّ بعد ان أصبحت جزءاً من كل حي وشارع. بل تحولت إلى خدمة ”توصيل للمنازل”.
ليس المهم الدماء الوظيفية داخل الكثير من المؤسسات الحكومية إلاّ بعد ان ينعكس ترهلهم سلباً على مستوى الأداء في استغلال نفقات الدولة وتغييب الانتاج.
كل هذه ”الليسات” وغيرها في ملفات قضايانا المحلية لا يمكن الاختلاف على انه ”ليس” من المقبول ان تحصل.. وان المعالجة المسبقة هي التي يجب ان تفرض واقعاً مختلفاً للمشهد.. لولا ان ضمير البعض في اجازة يتقاسم الغنائم والمنافع مع بعضه من اولئك الذين لا ينتظرون رواتبهم في نهاية كل شهر بقدر ما يبحثون عن ”الهبره” بعيدا عن الثقة التي اعطتهم الدولة وحجم نفقاتها وطموحاتها لخدمة الأرض والإنسان. وهنا يمكن القول: إننا بحاجة إلى عمل وطني مختلف اساسه الانطلاق من تعزيز التفاعل مع اصلاحاتنا. وذلك من منطلقات صحوة وطنية واستباق السلبيات قبل وقوع الأخطاء.ولكن فقط متى ما كان تفعيلنا للنزاهة في كل مشاريعنا و ممارساتنا دون أن يكون شعار النزاهة لوحة لاستهلاك الكلام بلا ولا شيء !!
Twitter:@NasserALShehry
[email protected]
التصنيف: