وداعاً قاضي الصحافة والإعلام !

• ياسر النهدي

‏*لم يكن يوماً عاديا بالنسبة لي عند سماع خبر وفاة صديقي وأستاذي،”قاضي” الصحافة والإعلام، ولَم تكن سريعة تلك الليلة التي سهرت فيها أقلب ذكريات وأحاديث صاحب القلب الجميل؛ حتى بزغ الفجر نوراً لينتقل جثمانه إلى مثواه الأخير، داعياً له بالرحمة والمغفرة.

*خالد قاضي الرجل الذي عرفته بالاسم منذ أكثر من 30 عاما، عندما كنت أبقي ريالا واحداً من مصروف المدرسة، لكي أشتري به جريدة، أبحث من خلالها عن انفراداته وسبقه الصحفي الرياضي، الذي تميز به وحواراته، التي كان يضع من خلالها القارئ مع الحدث؛ حتى دخلت عالم السلطة الرابعة ومهنة المتاعب منذ أكثر من 15 عاماً ونيف؛ حيث وجدته يقف مع زملائه الجدد، يرفع من معنوياتهم ويشيد بهم ولايتضجر من استشاراتهم؛ رغم أن لكل زميل صحيفة تختلف عن الآخر.

*كان الراحل أبو عنان كثير التواصل طوال سنوات مضت، ولا أنسى عندما كنت أخرج بانفراد صحفي، أو حوار مع شخصية رياضية أو مقال رأي، أو كضيف في أحد البرامج، كان حينها لايتوانى عن الاتصال، والإشادة، مردداً تذكرني”بشبابي”حبيبي ياسر..واصل وسيكون لك شأن كبير، إذا أحببت هذه المهنة التي تحتاج منك الوقت والصبر والمتابعة.

*بالأمس القريب كنت قريباً منه في آخررحلة خارج المملكة إبان حضور كأس العالم 2018م في روسيا؛ حيث كان يقول: يا أبا يوسف، خليك قريب مني،
“فكبر السن”أخذ مني ما أخذ و لاأستطيع” مجاراة الزمن” بكثرة الحركة ، والبركة فيكم ياشباب..وكان دائماً ماكان يشيد بحكومتنا الرشيدة، وبمعالي تركي آل الشيخ، والدكتور رجاء الله، على حسن المعاملة والتقدير والاستضافة في روسيا، ودائماً ما كان يذكر محاسن الأمير خالد ووقفاته، ويردد: جزاه الله خيره. كان الوحيد الذي يجمعنا على قلب رجل واحد .

*اليوم يا صديق العُمر “جنيت الحُب والوفاء “الذي
كنت “تنثره” لأصدقائك ، ولكل من عرفك..حتى بكى لرحيلك الجميع داعياً حينها المولى، عز وجل، أن
يجعل مثواك الجنة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *