هيئة العلا والخدمات والطرق

• د.محمد الجارالله

• زادت مأساة سالكي طريق المعظم – العلا تبوك – الذي يختصر المسافة بين العلا وتبوك بعد أن كانت المعاناة طويلة حيث يسلك المسافر مسافة طويلة حتى يصل إلى تبوك أو العلا بحسب وجهة سفره، لكن طريق المعظم رغم اختصاره للمسافة إلا إنه زاد من عدد الضحايا والأرواح، وفقد أهل العلا الكثير من أبنائهم بسبب عدم صلاحية الطريق.

• ترملت الكثير من النساء، وفقدن ليس الزوج فحسب، إنما حتى الأبناء، وربما عوائل بكاملها تضررت إما بالموت للعائلة كلها، أو أصيب بعض منهم بعاهات دائمة، فالطريق ضيق جدًا، وفيه منعطفات خطيرة وكثيرة، تسبب في حدوث كوارث لأهل العلا.

• ضحايا طريق المعظم ليس بالعدد القليل، ففي اليوم الواحد يسمع أهالي العلا أصوات وصراخ أهل المتضررين من الحادث، إما بموت أب أو إبن، يخدم بلده في قطاع عسكري في تبوك، أو معلمًا يؤدي دوره التعليمي، أو عابر طريق من أجل عملٍ خاص، وأصبح مشاهدة مناظر المركبات على جنبي الطريق مفزعًا، ومخيفًا، ومرعبًا.

• ارتكبت وزارة النقل، خطأ جسيماً في تنفيذ الطريق، ولا أعتقد أن المهندسين الذين خططوا لمسار الطريق، والذين أشرفوا على التنفيذ يمتلكون حسًا هندسيًا، أو يفقهون في هندسة الطرق، أو هم لا يعرفون طبيعة المنطقة، فلا يشبه الطريق إلا ثعبانا هاربا من رجل يحاول قتله، وهو يختبئ عنه للإفلات من الموت، فالمنعطفات قريبة جدًا من بعضها بعضا، تجعل قائد المركبة لا يستطيع التحكم فيها كما يجب.

• يفتقد الطريق إلى السلامة، وهو طريق ليس مزدوجًا، ولا يوجد فيه أكتاف تساعد سالكيه، والطريق ضيق جدًا، ولا يوجد فيه حواجز ومصدات للحيوانات السائبة، ولا وسائل الأمان والأمن، فسالك الطريق إذا سلم من المنعطفات، فلن يفلت من الجمال التي تتنقل بحرية، أو من الشاحنات التي تسلك طريقًا ضيقًا، لم يسلم من الحفر، حتى أصبح الطريق شبحًا للموت السريع، فمن يسلكه مفقود، والخارج منه مولود.

• شكا أهالي العلا كثيرًا من سوء الطريق تخطيطًا وتنفيذًا، ومن مخاطر الشاحنات التي تسلك طريقًا ضيقًا لا يتحملها، وخاطبوا الجهات المعنية في هذا الشأن، لكنهم لم يجدوا تجاوبًا، حتى لو مجرد اطمئنان وتطمين لهم بوضع حلول تساعد على استخدام الطريق دون أن يقال لسالكه رحمك الله، أو عافاك الله.

• ماذا بقي؟
بقي القول:
أن رسالتي ليست لوزارة النقل، فهي التي حفيت أقدام أهالي العلا من مراجعتها، والرد كما هي العادة تمت إحالة الموضوع للدراسة، لكن رسالتي إلى سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، فهو الذي يعرف من هي العلا وماهي الآثار الموجودة فيها، وماهي مقومات السياحة فيها، وإلى سمو أمير منطقة المدينة المنورة، الذي لا يقل علمًا، ومعرفة عن العلا، وإلى رئيس هيئة العلا -الذي صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مؤخرًا بإنشائها – مزيدٌ من الاهتمام بالزراعة والطرق في العلا التي تربطها بما حولها من مدن ومحافظات ومراكز، وكذلك الاهتمام ببقية الخدمات وفي مقدمتها مايسهل الاستفادة من المجال السياحي الأهم في بلادنا.

• ترنيمتي:
زور العلا واستمتع إنت والوزير بالجو
وشوف الطريق ببيوتنا حفر له علامات

..
عانى كثير أهل العلا وانطفى الضو
وعد النساء ببيوتهم كم لهن مترملات

..
شوف المعظم واللي بضميرك إنت سو
وشوف منظر الموت بعيونك وكم أموات

@muh__aljarallah

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *