هل يشعل (المثلث) السوري حرباً عالمية ثالثة ؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]
كثيرة هي أخطاء \”المثلثات\” حتى في الطرقات. حين يكون الرابع هو المنفذ الوحيد.. وكذلك الأمر أمام الجماعات والأعداء عندما يبقى الرابع هو هدف الثلاثة.. وصولاً إلى خارطة السياسة وانعكاساتها على الأرض الجغرافية في صناعة القرار ضد الجانب الرابع.
هكذا يترجم مشهد الثورة السورية التي تواجه ما يمكن ان أسميه \”الأثافي الثلاث\” على أرض المعركة. جيش النظام + ايران + حزب الله. بعيداً عن الدعم السياسي الخارجي لجبهة بشار الأسد من روسيا والصين كدولتين مؤثرتين في القرار الدولي.
وهنا تبرز معادلة صعبة للجيش السوري الحر. خاصة بعد حشود قوة من حزب الله على الحدود مع لبنان وتبادل اطلاق النار بين الطرفين.
ومن ثم فإن الثورة السورية التي لا تمتلك القوة العسكرية \”المؤللة\” والمتفوقة بما في ذلك منظومة الصواريخ بعيدة المدى. اضافة إلى الوحدات المدربة كما هو الحال بالنسبة لحزب الله .وكذلك الدعم اللوجستي من ايران للحزب ولنظام دمشق.. كلها عوامل تشكل تحدياً كبيراً وخطيراً يستنزف قدرات الجيش الحر في حال استدراجه إلى مزيد من المواجهة على الحدود مع لبنان. ومحاصرته من الخلف بالجيش النظامي بما في ذلك القصف الجوي.
صحيح ان مثل هذا السيناريو سيعمل على تغيير مسار الصراع لصالح نظام دمشق. لكنها على الطرف الآخر بالنسبة لحزب الله سوف تكون مغامرة مصيرية في حال تدخل دولي لن يعفيه من دفع ثمن دخوله على خط الصراع من ناحية وحجم تراكمات العداء الدولي له والذي يصنفه على انه منظمة إرهابية من الناحية الأسوأ وبذلك يكون حزب الله قد استدعى حملة شرسة تضاف إلى علاقاته مع إيران التي تواجه هي الأخرى تحديات صعبة في ملفها النووي قد تؤدي إلى ضربة عسكرية في حال فشل المحادثات والاصرار على بقاء تطوير صناعتها . خاصة في مجال تخصيب اليورانيوم.
غير أن سقوط الثورة السورية من خلال هزيمة الجيش الحر لن ينهي الصراع في سوريا ولن يغلق ملف القضية. بقدر ما سوف يفتح ملف إدانة واسع النطاق ضد \”مثلث\” الردع والإسقاط. وذلك من سوريا ومن خارجها. خاصة في حال قيام حكومة سورية متكاملة للمعارضة في الخارج. وهو ما بدأ الترتيب له يوم أمس في القاهرة. وسوف تحظى تلك الحكومة باعتراف دولي كبير قد يدعم مطالبتها مجلس الأمن باستخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام .. وحينها وفي حال تمرير قرار من هذا النوع فإن فريق الثلاثة في القضاء على الجيش الحر لن يسلموا من دفع ثمن الشراكة السياسية والعسكرية. وحينها ايضاً لن تتدخل روسيا أو الصين على المستوى العسكري .بل سوف يكون نفس النموذج الذي حصل في يوغسلافيا ضد حكومة صربيا وكذلك الأمر بالنسبة للحملة في ليبيا ضد القذافي. وصولاً إلى الموقف الدولي في \”ساحل العاج\” ضد الرئيس لوران قباقبو الذي بدأت محاكمته الأسبوع الماضي بدعم من الأمم المتحدة.
لكنه يمكن القول : ان منطقة (المثلث) الخطير في الشرق الأوسط تعني الكثير بالنسبة لكل من القوتين العظميين روسيا والصين. وهو ما قد يدفعهما إلى مغامرة عسكرية لمواجهة قوة دولية ضد إرادتهما.
وعندها يمكن تأكيد التنبؤات التي كان خبراء عسكريون شاركوا في الحرب العالمية الثانية: أجمعوا فيها قبل 30 عاما على ان حرباً عالمية ثالثة سوف تبدأ من الشرق الأوسط.. وما يخيف من حدوث ذلك هو ما تحقق من تلك التنبؤات التي أطلقها أولئك الخبراء. ومنها تفكك الاتحاد السوفيتي وقيام حروب عسكرية في البلقان. وحروب مذهبية في الشرق الأوسط.
وهو ما قد يحصل في حال استمرار \”مثلث\” القضية السورية في استدعاء التصعيد على طريقة \”عليَّ وعلى أعدائي\”!!
Twitter:@NasserALShehry
التصنيف: