هل يسقط صاروخ ترمب (طفل أنابيب) إيران من حضن بوتين؟
كان انقلاباً سياسياً في المشهد الدولي فرضته لحظات من اختبار القوة في سجال كان له أبعاده وتحدياته بين كل من روسيا ( حلم) النفوذ على خارطة الجغرافيا القديمة لامبراطورية الاتحاد السوفييتي السابق.. وأمريكا في نفس المعادلة. ولكن في مقارنة معاكسة تمثلت في رئيس قديم وضعيف لأقوى دولة.. وقيادة جديدة تحاول استعادة هيبة ما أطاح به أوباما من مكانتها في عالم اليوم.. والفترة امتدت في منهجية “الغباء” على مدى 8 سنوات كان وقودها أيضاً ضعف الحزب الديمقراطي الذي أغرق أول رجل أسود في البيت الأبيض من استقطابهم في الإدارة التي اعتمدت على “كلام” المنابر التي تتبخر مفرداتها مع إسدال الستار على المكان والزمان في صورة دراماتيكية تستنسخ “هوليود” في منهج سيناريو “حبكة المشهد” حصل ذلك في الوقت الذي بدأت مرحلة رجل المخابرات الأخطر في العالم فيلاديمير بوتين بالعمل على استعادة تلك المنظومة التي أسقطتها “بيروسترويكا” جورباتشوف الذي كان اخر رئيس لما كان يسميه الأمريكيون “امبراطورية الشر” وكان يومها تحولاً يسير في خطوات متسارعة لم تقل أهمية عن حملة رونالد ريجان وسيدة البيت الابيض نانسي التي اقتربت كثيراً من رايسا جورباتشوف في علاقة حميمة. وذلك من خلال الانطلاق من اجازة هلسنكي التي ألقى خلالها الرئيس الامريكي رونالد ريجان ما يزيد عن 7 خطابات موجهة للاتحاد لتفكيك المنظومة. وهي مرحلة سبقت الوصول الى موسكو ومحاضراته وزوجته نانسي في مختلف الدوائر ومراكز التعليم.. والتي كان التركيز فيها على تحسين الاقتصاد للجمهوريات التي سوف تستقل.. ومحورها تدمير الصواريخ الاستراتيجية في تطبيق ستارت 2 الذي يضمن التخلص من عابرة القارات النووية بين الطرفين. وهنا تطول قصة المتغيرات التي شهدتها مرحلة انفراط العقد وتداعيات استقلال دول الدب الروسي الذي كان على ظهره كل علامات اخطار القوة العالمية الثانية.
من هنا وفي استدعاء التاريخ كانت فرصة بوتين ترسم عودة القوة في صورة جديدة لاتحاد روسيا الذي وان فقد مفاصل الصناعة الأكثر خبرة في عناصر دول من الاستقلال.. إلا أنه كان لابد أن يستغل ضعف أوباما في النفوذ من بوابة سوريا. وذلك بعد تجربة اختبارات متعددة لجس النبض وردود الفعل ليجد ان المساحة قابلة لوضع أعمدة خيمة من حديد في التوقيت المناسب.. وأمام الرئيس الامريكي المناسب الذي يمثله أوباما!!
ومن ثم وفي تقاطعات المصالح وتغيير السياسات والناس والمكان والتطورات الى اخر تلك المحاور المتعددة. كان ترمب يمثل حزباً غاب عن البيت الابيض لفترة لم تعد قابلة للبقاء بعيدا عن الحضور في عالم مضطرب.. ولا يمكن ان تبقى في عهدة حزب ديمقراطي يرى ان منهجه يكسب الداخل وفي شماعة الحرية والسياسة الناعمة في أجواء المارقين والقتلة في زمن مختلف مرتكزه سوريا. ومن كارثة المشهد الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير في مجزرة الكيماوي فقد عصفت الخيارات العاجلة والحاسمة أهمية تحديد أمريكا ترمب وبوتين استخبارات الأمس وحلم قيادة القوة الثانية اليوم. لتكون صواريخ ترمب بعد ساعة واحدة من توجيه التحذير الروسي الى أمريكا بعدم توجيه ضربة عسكرية لقوات النظام. لتكون ليلة فارقة في تاريخ “الكابتل” الامريكي في واشنطن.. وتوثيق الساحة الحمراء في موسكو. فكانت ضربة التوماهوك هي اللحظة التي غيرت امريكا ترمب.. وأسقطت من الذاكرة أوباما لتبقي له ورقة سوداء في ذلك المبنى العتيق في العاصمة الأمريكية والذي يحتفظ بالكثير من سجلات أحداث لا تغيب عنها أكثر من ووترجيت وهو المبنى القريب من قصة التاريخ الامريكي بكل تفاصيله.
نعم.. لا يمكن ان ينكر العالم المنصف بأن ترمب قد نجح في تقديم نفسه كرئيس يليق بدولة كان لابد من استعادة هيبتها والانتصار لحقوق الأطفال .. فهل تسقط ضربة ترمب رئيس النظام السوري (طفل أنابيب إيران) من حضن بوتين روسيا؟.
التصنيف: