هل يتوه اردوغان بين صلاح الدين وأتاتورك؟
[COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR]
جاء مؤتمر الاخوان المسلمين الذي تم عقده في استانبول الاسبوع الماضي تأكيداً على استراتيجية الحزب وتحركه السريع بعد سقوط أهم مرتكزات خارطة الطريق التي ادت الى عزل محمد مرسي كرئيس لم يستطع قيادة بلد بحجم مصر التي لم يكن بإمكان شعبها هو الآخر اعطاء فرصة للتجربة اكثر من عام. خاصة بعد أن ظهرت الكثير من العناوين التي كشفت أجندة خطيرة قالت عنها القوات المسلحة ان من ضمن تلك الأجندات تهديد الأمن القومي المصري.
مؤتمر استانبول الذي كان مدعوماً من رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان اعترف بالأخطاء في تجربة حكم الاخوان لكنه لم يقبل الاستسلام للهزيمة معتمداً على الجانب الديمقراطي.. الذي لم يتحقق اصلاً في مسيرة حكم الاخوان.. ولن يتم اصلاً في ظل شعارات منظري المشروع الذي أخذ على عاتقه الانطلاق من مصر نحو دولة الخلافة الاسلامية بعد ان حدد ما يمكن تسميتهم سفراء مؤثرين في مختلف الدول ينتمون الى المجموعة إما لوجستياً أو عملياً في المشاركة القيادية . بعيداً عن الخلافات في المنهج الديني.. ولكنه اتفاق على تحقيق اهداف المنظومة في شموليتها والعمل على دعم خطواتها من منطلقات تعمل على الاستقطاب وتكريس مبدأ الإسلام السياسي. وهو مبدأ بدأت خطواته تتحرك على خارطة الوطن العربي على مدى 30 عاماً مضت. وبالتالي كان مؤتمر الاخوان العالمي خروجاً من المنهج الخفي الى البرنامج المعلن لتوسيع نطاق دور الاخوان المسلمين ودخولهم بقوة الاستقطاب على خط السياسة. والتحكم في مفاصلها.
غير ان ذلك المنهج وان عاش الكثير من الارهاصات والانكسارات في \”قبلة\” المجموعة العالمية لم يستطع ان يخترق القيادات المصرية على مر تاريخه منذ الجمهورية الاولى عام1953م
الاّ في هذه المرة التي نجح من خلالها في اختراق الشعب واستغلال المرحلة التي اسقطته سريعا في سدة الحكم لتكون هذه هي أكبر نكسة تتعرض لها الجماعة ليس على مستوى قبلتها السياسية في مصر .ولكن في العالم العربي والاسلامي. كما تمثل احباطاً لامريكا والاتحاد الاوروبي الذين أردوا تغييراً ساحقاً في الشرق الاوسط يتم من \”عبوره\” فرض نوع جديد من العلاقة ذات الثمن في الموازين السياسية وطبيعة العلاقات المستقبلية.. غير ان الاكثر مفاجأة في المشهد .. هو دور رجب اردوغان رئيس الوزراء التركي الذي كشف أوراقه للعالم بصورة كانت غامضة في احداث الربيع العربي. حيث بدأ مضطرباً من قيام الجيش المصري بدور حازم وحاسم في التغيير. وهو ما أخاف اردوغان من عودة الجيش التركي الى تجربة انقلاب عام 1980م بقيادة كنعان ايفرين واستعادة المسار العلماني وايقاف نزف الدم في حرب الاحزاب التركية انذاك.
ومن مؤتمر استانبول.. وما صاحبه من خطابات نارية للرئيس التركي خرجت حتى عن حدود اللياقة في بعض نصوصها احتجاجاً على سقوط حكم الاخوان الى انعكاسات الربيع العربي المرتدة. يبدو ان اردوغان سيبقى ما بين صلاح الدين واتاتورك في زمن كشف ابعاد التبرع السياسي التركي للثورات العربية.
التصنيف: