هل عزز الموقف الأمريكي الأوروبي دور نجاد ؟

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

جاء خطاب المرشد الأعلى في إيران على خامئني الذي ألقاه في صلاة الجمعة يوم أمس الأول بمثابة التأكيد على أنه الرئيس الفعلي لإيران، وذلك من خلال التلويح بإجراءات ضد المعارضين لفوز أحمد نجاد، وهي إجراءات تمنحها له بنود نظام ولاية الفقيه، في حين دافع عن نتيجة الانتخابات لصالح نجاد، وفي الوقت نفسه رفع شعار التهمة في وجهه المعارضة بالخيانة لمصلحة أمريكا.
وهنا يمكن القول: إن خامئني قد قطع الطريق على أي أمل لمير حسين موسوي وكل الإصلاحيين وزعاماتهم بشأن إعادة الانتخابات، واستبق بخطابه أي إجراء يصدر من لجنة تشخيص النظام التي يقودها هاشمي رفسنجاني، والذي توعده المرشد في خطابه بالتحقيق حول ما سـمَّاه ثراء أبناء رفسنجاني، وكان الأخير قد أخذ موقفًا معارضًا ضد المرشد نفسه والذي يعتبره جزءًا من المشكلة.
وعلى الجانب الخارجي جاءت ردود الفعل من قبل كلٍّ من أمريكا وفرنسا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، والتي وقفت ضمنًا إلى جانب المعارضة لتعزز دور كلٍّ من مرشد الثورة الإيرانية، والرئيس أحمد نجاد، اللذين يتفقان في خطاب سياسي موحد تجاه الخارج، كما وضع التعاطف الخارجي مع المعارضة ذريعة لاتهامها بالخيانة، وهو ما يقلل من شعبيتها ويضع قيودًا على تحرك زعمائها. وكان هذا خطأ وقعت فيه كلٌّ من أمريكا ودول أوروبية، خاصة أن المناهضة لفوز نجاد ليست من أجل الانفتاح على أمريكا والغرب بالشكل الذي تتوقعه المجموعة الأخيرة بقدر ما تريد المعارضة الإيرانية التغيير من أجل قضايا اجتماعية واقتصادية ومناخا للحرية في مؤسسات المجتمع المدني.
وبالتالي فإن شعار المؤامرة هو العقبة التي ستقف أمام أي نشاط قادم للإصلاحيين خاصة من قبل المتشددين الذين يرون في فوز أحمد نجاد انتصارًا لمواجهة أمريكا التي لن تقوم بمغامرة لضرب إيران في ظل الرئيس الجديد باراك أوباما .. وفي الوقت نفسه سيكون بمقدور نجاد مواصلة بناء البرنامج النووي حتى في ظل فرض حظر دولي على إيران، وذلك انطلاقا من التجربة الكورية. غير أن ما أخشاه هو أن ينعكس هذا التفاؤل في رؤية المتشددين في طهران إلى نتائج كارثية في المستقبل عندما نستعرض حجم المعادلة على خريطة المصالح الأمريكية والأوروبية، والفارق الكبير بين موقع كوريا وموقع إيران في هذه المعادلة.
لنأخذ التجربة العراقية في المنطقة وما قام به صدام حسين من ممارسات لقمع معارضيه في الداخل تحت شعار الاتهام \”بالمؤامرة\” من جهة، ورفع شعار التحدي ضد أمريكا والعالم من جهة أخرى. حتى جاءت النتائج المؤلمة للعراق وللمنطقة، وحتى أصبح لمن سـمَّوْهُ \”الشيطان الأكبر\” مكان فسيح أقرب إلى حدود إيران من بعض محافظاتها.
ومن ثم فإن ما نأمله هو أن يقرأ السيد نجاد وكل المتشددين في إيران مستقبل بلادهم برؤية مختلفة محورها عدم الاستمرار في تقديم مسوغات تدفع إلى مزيد من المغامرات، في زمن تبحث فيه الشعوب عن لقمة العيش وترفض الحروب وأدوات الموت.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *