هل انهار بيت العرب في موسم الربيع؟

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

لأن الجامعة العربية لم تكن أكثر من رمز بلا ولا شيء.. ولأن قراراتها لم تكن أكثر من حبر على ورق.. ولأن منجزاتها لم تكن أكثر من بروتوكولات وكاميرات وإضاءآت لا تلبث أن تغرق في الظلام أمام الواقع العربي على مدى تاريخ إنشاء ما كانوا يسمونه بيت العرب الحصين!!
في مشهد الأزمات العربية سقطت الجامعة في اختبارات مواثيقها.. ووقفت على الأطلال الحزينة وبرك دماء تسبح فيها أشلاء أمة كانت قد فقدت الآمال في تجربة مراحل سابقة لم ينجح فيها أحد, بقدر ما كان الإحباط وعدم الثقة لما هو قادم.
وفي ظل الواقع المرير لتطور الأحداث .. وفي ظل الخلافات البينة لأعضاء بيت العرب ضاعت الحقائب الخالية أصلا من الحلول إلاَّ من دفع بعض الاشتراكات النقدية لصرف رواتب سكان البيت المهجور من تفعيل مواثيق تتغير بين الحين والآخر.. وقرارات تتبخر بمجرد نهاية حفلة اللقاءآت التي يكون قد تم إعدادها مسبقًا بصياغة رنانة مكررة في كل المراحل والأزمات التي ما تلبث أن تزداد وتيرتها بعيدًا عن النص الاستهلاكي ومنابر الكلام وحجم أناقة المتحدثين.
لقد كانت أهم مرتكزات الجامعة عند تأسيسها في العام هي مواجهة العدو الإسرائيلي المشترك , ومع الحقبة الزمنية لم تنجح لا في الحرب ولا في السلام.. بل اخفقت حتى في حل الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني وهم أصحاب القضية الذين توزعوا الأرض وتقاسموا الخطاب والشعب في ولاءآت خارج الصراع مع الاحتلال!! وإذا كانت الاخفاقات التي سجلت فشلاً ذريعًا لبيت العرب فإن المسلسل لا يتوقف عند مرحلة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية.
ومنها هيئة التصنيع الحربي التي ضاعت أموالها من خلال السيد أشرف مروان الذي هرب إلى خارج مصر بكل ما \”ثقل\” حمله ليتم إعلان إلغاء ذلك المشروع العربي الذي بدأ فاشلاً وانتهى بفضيحة مالية. مازالت ضائعة بكل أسرارها وصولاً إلى ضياع ملف مشاريع الخطط الاقتصادية ومنها السوق العربية المشتركة التي مضى عليها أكثر من 15 عامًا دون أي بصيص أمل للتنفيذ.
ولست هنا بحاجة إلى الحديث عن قصة فشل تطبيق الدفاع العربي المشترك في بنده الخاص بالردع لأي عدوان من دولة على أخرى. حيث كان غزو العراق للكويت أكبر اختبار لسقوط ذلك المشروع الوهمي واللجوء إلى القوة الدولية في الوقت الذي تبنت فيه الجامعة العربية جزء من الخطاب الذي أعلنه الشاذلي القليبي الأمين العام في ذلك الوقت قبل العام 1990م وهو الخطاب الذي مهد لما كان يريده صدام حسين.
ومن هنا فإن استعراض الإخفاق العربي في جامعة \”جمحت\” بكل آمال الأمة إلى الضياع لا تحتاج اليوم إلى تفنيد يطول فيه الحديث عن مراحلها التاريخية خالية الوفاض.
ولكننا بحاجة إلى السؤال: كيف يمكن إعادة هيكلة العمل العربي المشترك الذي يؤدي إلى التفعيل في ظل المشهد القائم الذي عصف ويعصف بالأمة العربية إلى ما هو أكثر خطورة وتحديات صعبة وسط أزمات اقتصادية وأمنية تاهت في أتون الخلافات السياسية , والصراعات الدموية التي أعادت العرب إلى الوراء مئات السنين.. ومازال الصمت مستمرًا يعانق ملفات فشل الماضي في انتظار ما هو أسوأ!!
أم أن الجامعة العربية كانت أول بيت ينهار في موسم الربيع؟

[email protected]
Twitter:@NasserALShehry

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *