هل أعطيت الزكاة لمستحقيها؟

• د. علي محمد الغامدي

اعتاد الناس على اخراج زكاة اموالهم في شهر رمضان مع انه ليس شرطا او واجبا دينيا ، ولكن تبركا بهذا الشهر المبارك الذي انزل الله فيه القرآن ، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من الف شهر بجانب بركاته الاخرى .

والزكاة هي الركن الثالث من اركان الإسلام وتعني الطهارة والبركة والنماء وهي عبارة عن قدر محدد من المال يؤخذ من الاغنياء والموسرين ويخصص لفئات معينة من المجتمع تجمعهم الحاجة وتعتبر نظاما اجتماعيا تكافليا يحافظ على تماسك المجتمع بالقضاء على الفقر ويجعل الغني يشعر بحاجة الفقير والمحتاج وان عليه مسئولية تجاه تخفيف تلك الحاجة ويقوم بدفع زكاة أمواله عن طيب خاطر ليشعر بأنه قد أدى واجبه نحو المجتمع الذي يعيش فيه كما يجعل الفقير يشعر انه يحظى بالرعاية والعناية وبالتالي تخف نزعة الحقد والحسد والكيد نحو الأغنياء ، ولأهمية الزكاة نجد ذكرها في القرآن مقرون بذكر الصلاة فحيثما ذكرت الصلاة ذكرت الزكاة ،

وهي حق فرضه الله للأصناف الثمانية التي وردة في قول الله عز وجل ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ) فهي احدى فرائض الإسلام تؤدي خدمة اجتماعية محددة وهي ليست احسانا من المعطي وليست شحاذة من الآخذ كما يصورها البعض وتجمع الزكاة بنسبة العشر ونصف العشر وربع العشر حسب نوع المال فهناك الذهب والفضة ويقاس عليها العملات وعروض التجارة والزروع والثمار والمعادن وفيما يلي توضيح للأصناف الثمانية التي يجب ان تصرف لهم الزكاة :

فالفقير هو الذي لا يجد شيئا وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الفقر ويروى عن الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه انه قال لو كان الفقر رجلا لقتلته .

المسكين هو الذي لديه شيء ولكنه غير كاف وهو الذي يتعفف ولا يطلب أحدا وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه كان يكرر هذا الدعاء ( اللهم احيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين ) وقد سأله أنس بن مالك عن سبب الاكثار من هذا الدعاء فقال : يا أنس ان رحمة الله لا تفارقهم طرفة عين .

العاملون عليها هم من يقوم على جمعها وتوزيعها وبلغة هذا العصر من يقوم بإدارتها .

المؤلفة قلوبهم هم المسلمون الجدد يعطون منها لتثبيتهم على الإسلام وقيل انها تشمل من يرجى دخوله في الإسلام عندما يرى ان من دخل الإسلام حصل على امتيازات وفوائد مادية .

وفي الرقاب وهم العبيد عندما كان الرق نظاما سائدا في تلك المجتمعات فجاء الإسلام ليعمل على انهائه بعدد من الطرق كالكفارة والتحرير لوجه الله وان يعطى العبيد من الزكاة ليستطيعوا ان يحرروا انفسهم .

الغارمون وهم المدينون أي من عليهم ديون فيعطون من الزكاة لتسديد ديونهم وحتى لا يعلنوا افلاسهم فالإسلام نظام تكافلي لا يترك الأمين والشريف ليواجهوا الإفلاس دون مساعدة .

وفي سبيل الله وهم المجاهدون وهذا مجال واسع يشمل كل عمل فيه مصلحة للمجتمع تتحقق وتعم افراد المجتمع .

وابن السبيل وهو المسافر الى ارض غير ارضه فيعطى من الزكاة ما يساعده على العودة الى بلده حتى لو كان غنيا في بلده .

فهذه هي الأصناف الثمانية التي اوجب الله لها الزكاة وهي التي جعلت أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعلن الحرب على من امتنع عن دفعها وقال قولته المشهورة ( والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لحاربتهم من اجله ) .

والآن وقد ودعنا رمضان ، وفي الغالب ان الكثير من الناس قد اخرجوا زكواتهم ، ولكن هل وصلت الزكاة لمستحقيها ؟ .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *