نجاح القناة أم نجومية مذيع؟

• نبيل حاتم زارع

[COLOR=blue]نبيل حاتم زارع[/COLOR]
في السابق كنا نجتمع أمام قناة تلفزيونية واحدة وننصت لما تعرضه علينا من مفاهيم وأفكار وآراء ونتلقاها وترسخ في أذهاننا وارتبطنا وجدانياً ببعض المذيعين ومع التوسع الاعلامي الكبير خاصة فيما يتعلق بالتلفاز وارتفعت الأصوات المطالبة بتخصص القنوات التلفزيونية بحيث يكون هناك قنوات متخصصة في المجالات المختلفة سواء في الأمور العلمية أو الرياضية أو الثقافية أو الشرعية وتحقق ذلك في خلال فترة زمنية معقولة جداً وفي نفس الوقت ارتفعت الأصوات مطالبة باستحداث قنوات تقوم السلوك العام بدلاً من بعض القنوات التي تقدم شيئاً غير مقبول اجتماعياً وبعد ذلك علت الأصوات لكي تكون هناك قنوات موجهة لفئة معينة مثل الأطفال أو الشباب أو المرأة وما إلى ذلك وتقريباً تحققت ..وبعد أن أخذت هذه القنوات في العمل وأخذت تحبو حتى تستطيع أن تقف وتلفت الانظار لها وترفع نسبة المشاهدين من خلال برامجها المفيدة والفعالة وذات ردود فعل إيجابية ومن خلال الخطط الورقية التي وضعتها ضمن خططها وحصلت مقابلها على دعم مالي ضخم صورت للداعمين بأنها ستكون هادفة ونشطة ومواكبة وجاذبة ومقنعة .إلا أنها بعد فترة من الزمن وجدت نفسها لا زالت تحبو ولم تستطع تقديم ما يشفع بلفت النظر لها ولم تستطع أن تجلب لنفسها أفضل المذيعين ولا حتى جلب أي معلن والأهم من هذا كله أنها ظلت تقدم برامج في غير تخصصها أو بالتحديد برامج لا تخص شريحتها المستهدفة ولا يتواكب مع مسمى القناة فلذلك حينما فشلت القناة في أداء رسالتها قامت بالتوجه نحو بعض مؤسسات الدولة أو بعض الجهات الناجحة والبارزة تقذفها ببعض البرامج الحوارية لشخصيات قد تكون غير مصدقة أنها تجلس في استديو ويعتقد أنه يجلس في قناة يشاهدها ملايين المشاهدين بسبب نجوميته البارعة وهو لا يعلم بأن الفضل لاسم الجهة التي سوف ينتقدها ويجرح فيها وفي إنجازاتها. وحقيقة يؤسفني أن تفخر القناة بأنها نجحت في تقديم برامج ضد جهات معينة وتحسب لنفسها الانجاز بينما هي فشلت فشلا ذريعاً وبتفوق في تسويق تخصصها أو توصيل رسالتها الاساسية بدليل أنها تناقش مواضيع لا تخص شريحتها بالدرجة الأولى ولذلك ينتهي بعض المذيعين من الحلقة ويخرج بأنه هو البطل وهو النجم الذي ناقش موضوع الساعة ويبدي بإحصاء بعض المعلومات والاخبار التي قيلت في تلك الجهات التي يهاجمها وتقوم القناة بشكر مذيعها الفذ على هذا الانجاز ومع الايام وتوالي الحلقات تجد أن القناة في وادٍ وهدفها الرئيسي في واد آخر وتعود الكرة مرة أخرى للمطالبة بقناة متخصصة لنفس الشرائح ونجد أن الفكرة هي بطولة مذيع وليست نجاح قناة ..وأتمنى من الداعمين لبعض القنوات أو المستثمرين أن يحسنوا اختيار القائمين على قنواتهم وان يبرزوا النشاط الذي يستحق أن يبرز ويقدموا ما يستحق أن يشاهده المشاهد ولا تكون الفكرة مجرد صناعة للشهرة .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *