كل إنسان يولد وهو يحمل بعض الصفات التي يتفق فيها مع البعض ويختلف مع البعض الآخر، ثم تأتي صفات أخرى يكتسبها بفعل البيئة التي تحيط به والأشخاص اللذين يعيش معهم، ليتكون بذلك الشخص الذي نعرفه من خلال تعامله معنا، فإذا ما صدر منه تصرف على غير طبعه قلنا : “غريب..! هذه ليست طباعه”.

ربما نُخطئ أحياناً في الحكم على صفات بعينها لمجرد أن الموروث الثقافي لدينا قد صنفها على أنها عيوب، فنعتبر الهادئ والخجول وصاحب الصوت المنخفض أشخاص ضعاف الشخصية، والعكس بالعكس، ففي تصورنا أن المغامر والجريء وصاحب الصوت العالي شخصية فظة.. وتكون ردات أفعالنا وفقاً لهذا النمط من التفكير، نفرد عضلاتنا على الأول ونهاب الثاني، ثم نستعجب لماذا ظهرت لدينا شخصية سلبية على الجانبين، ونبدأ في التنقيب عن ثالثة إجابية نستطيع التعامل معها..

هل تصدق أن ميزتك في عيبك..؟ هذا لو افترضنا أن ما نحمله من صفات لا تناسب الآخرين هي عيوب نملكها، ما نحتاجه فقط هو فهم أعمق وتحليل أكثر دقة لما نحمله من هذه الصفات لندرك حجم الفائدة التي نحققها للآخرين من خلالها.

وفقاً للدراسات التي قام بها العديد من علماء التحليل الشخصي والنمذجة، حتى وإن اختلفت دراساتهم إلا أنهم أجمعوا على أننا إذا أردنا الحصول على فريق متوازن منتج نُخرج منه أفكار وأطروحات إبداعية، فعلينا أن نركز على شمولية ذلك الفريق لأنماط مختلفة من التفكير وتنوع في الصفات الشخصية لتلك الأنماط..

بل تعدى الأمر تكوين المجموعات والفرق، إلى الاشتراطات الواجب توفرها عند اختيار شريك الحياة، فلم يعد الاعتقاد السائد بالتوافق في الأفكار والاهتمامات هو الأدعى لاستمرار حياة زوجية مستقرة، بل أن الاختلاف بين الزوجين يوجد توازن ويخلق حياة لا تتسم بالرتابة.
إذا..! لا تتشكى من عيوبي وتنقدني عليها وابحث عن منطقة توافق نجتمع فيها.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *