من يكتب تاريخ الملك عبد العزيز؟
كل الذين كتبوا تاريخ الملك عبد العزيز مازالوا أكثر بعداً من التاريخ نفسه الذي بدأ فيه الرجل يكتب قصة الوطن والإنسان على الأرض بكل تفاصيلها وما صاحبها من تحولات وتحديات لأكبر تجربة عالمية للوحدة ، انطلقت من مبدأ العقيدة الى تكوين بلد كان من الصعب أن تتحقق له مكاسب بهذا المستوى الذي نعيشه اليوم لولا إرادة الله وعزيمة الرجل الأسطورة في زمن لم تكن فيه مرافق للتعليم ولا أكاديميات ولا مكاتب لشهادات الدكتوراة ”المضروبة” ولكنه كان رجل سياسة ورجل اقتصاد وقبلها وبعدها رجل عقيدة ومبادئ ، بل كان جامعة متكاملة تخرج منها ابناؤه وبناته وكل رجاله الذين عملوا معه .. وهو ما أهلهم ليكونوا شركاءً في مسيرة الوحدة المباركة التي نجني ثمارها اليوم دون أن نعرف تفاصيلها الدقيقة والمليئة بالكثير من التحديات الصعبة.
وهي تحديات ما زالت بلا تاريخ .. بلا توثيق .. بلا إنصاف بقدر ما نحن نقرأ تكراراً واجتراراً لمعلومات ووقائع لا تتجاوز كثيراً ما كتبه خير الدين الزركلي في كتاب الوجيز أو محمد عبد الله الأحيدب عن الملك عبد العزيز . وما بعدهما كانت إصدارات أقل بحثاً وتوثيقاً.
ومن ثم فإن تاريخ الملك المؤسس مازال بحاجة إلى تفصيل من عدة جوانب .. منها:
الملك عبد العزيز كعقيدة ومبادئ .. وعبد العزيز الرجل السياسي .. وعبد العزيز الإنسان .. وعبد العزيز الحاكم.. وإضافة إلى علاقته بالعالم التي فيها الكثير من الحكمة وصناعة القرار التي لم تكن فقط ” لقاء روزفلت على ظهر سفينة في البحر”.
نحن نسمع من كبار أبناء الملك عبد العزيز في مجالسهم الكثير من القصص والروايات والوقائع في حياة الملك الراحل. وهي معلومات جديرة بالتوثيق و مسؤولية تقع على عاتق المهتمين بالتاريخ وأقسامه في الجامعات .. والباحثين السعوديين الذين يجب أن يخرجوا من دائرة التكرار إلى الغوص في عالم رجل بهذا الحجم من الإنجاز وصناعة المعجزات وذلك لإثراء تاريخ وطن ارتبط اسمه بالمؤسس في قصة تطول فصولها وتتشعب محاورها وتكثر محطاتها . حتى لا يبقى هذا التاريخ أكثر صعوبة في البحث مع مرور الزمن.
وحتى لا ترتهن الأجيال لاجتهادات الآخرين الذين كانوا أكثر اهتماماً بتاريخ الوطن العربي رغم بعض السلبيات.
وبالتالي فإنني اعتقد أن تاريخ الملك عبد العزيز لم يكتب بعد.
[email protected]
Twitter:@NasserALShehry
التصنيف: