من الذي فوَّض الوزير؟

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

في تطورات جديدة لانعكاسات الأزمة السورية . شهدت الأيام القليلة الماضية مواقف دراماتيكية على الساحة السياسية. فهذا وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور يخترق ما جاء في مؤتمر \”بعبدا\” للحوار اللبناني برئاسة ميشيل سليمان حول الوضع في سوريا الذي صدر عنه إعلان توافق الأحزاب يؤكد على \”النأي بلبنان\” عن القضية السورية.
حيث طالب منصور في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد مؤخراً في القاهرة.. طالب بإعادة مقعد النظام السوري إلى الجامعة العربية.. وهو موقف أعلن بعده نجيب ميقاتي رئيس الوزراء: أن لبنان ما تزال تتمسك بإعلان \”بعبدا\”. كما قام حزب 14 آذار بجولة على سفارات الدول العربية في بيروت ليؤكد رفضه لما قاله وزير خارجية بلادهم!حصل ذلك بعد تأكيد الجيش السوري الحر على أن حشوداً من حزب الله تتواجد بكثافة على الحدود.
والسؤال هنا: من الذي فوض الوزير وهل كان السيد عدنان منصور يمثل لبنان أم يمثل سوريا في مؤتمر القاهرة؟ وهو المؤتمر الذي ذهب إلى اتخاذ أقوى قرار في مواجهة الأزمة. حيث اعطى الدول العربية حرية تسليح المعارضة السورية لمواجهة جيش النظام الذي يبدو أنه قد اختار سياسة \”الأرض المحروقة\”.
إلا إذا كان عدنان منصور أراد أن يعكس وجهة نظر إيران وارضاء حزب الله. فإن ذلك هو الأقرب لما قاله وزير خارجية لبنان في لقاء القاهرة.
غير أن الحقيقة التي يدركها البعض في لبنان والعالم العربي. وتغيب عن البعض الآخر: أن الخطاب البعثي لنظام دمشق منذ زمن بعيد هو ضم لبنان تحت خارطة بلاد الشام الكبرى ..وهو ما كشفه لنا الملك الحسن الثاني نحن مجموعة من الصحفيين العرب في مؤتمر عقده في الرباط قبل عدة سنوات من وفاته – مؤكداً في الوقت نفسه أن وزير خارجية سوريا عبدالحليم خدام أثناء حكم الرئيس حافظ الأسد قد أبلغه رسالة بذلك الطموح في لقاء مع الملك في المغرب. بعد أن طالبه الحسن الثاني بأن تكف سوريا عن التدخل في لبنان فما كان من \”خدام\” إلاَّ أن رد على كلامي هكذا قال الملك: إن بلاد الشام الكبرى يا صاحب الجلالة هي حلم الطفل الصغير في سوريا!!
واليوم لا أعرف كيف ينظر العقلاء في لبنان بمن فيهم حزب الله إلى تاريخ من التجربة المريرة لبلادهم مع النظام السوري الذي اقترب إلى ما يشبه الاحتلال الكامل لو لم تنقذهم اتفاقية الطائف التي بذلت فيها المملكة جهوداً مخلصة أدت إلى سحب القوات السورية المؤللة من المدن اللبنانية إلى البقاع تمهيداً لانسحاب كامل اشترطته \”الطائف\” وهو ما أدى إلى كراهية النظام السوري للمملكة وإن استمرت علاقات البلدين في مسافات من المد والجزر.
صحيح أن نظام دمشق قد احتفظ بعلاقات خاصة مع حزب الله لكنه حتى الأخير لا يقبل بالحلم السوري بقدر ما كان وما زال ينظر إلى مصلحة المنفذ الاستراتيجي والوحيد على إيران. واليوم لا يمكن تجاهل الإرث الثقيل الذي \”غرسه\” نظام دمشق البعثي في لبنان حيث توزع ذمم وانتماءات الكثير من اللبنانيين من خلال عناصر ما زالت تعتنق ولاءات تتجاوز مفهوم الانتماء وحجم ادراك الأخطار التي كانت وما تزال تهدد لبنان الأرض. ولبنان الإنسان. من مصدرها البعثي. فهل كان وزير خارجية لبنان يريد تكريس ذلك النظام في ظل ما حصل على مدى تاريخ الأخير.. وفي ظل مجازر بالجملة على مدى عامين مضت وما زال يزف شعبه إلى المقابر والمهجر؟ أم أن السيد عدنان منصور بمطالبته تلك في الجامعة العربية أراد أن يفتح باب صراع بين الأحزاب اللبنانية من ناحية.. ومن الناحية الأخرى جبهة جديدة مع الحكومة السورية القادمة؟.
أم انها الاجتهادات لمواقف بعض المسؤولين العرب التي يطلقونها في غياب مفهوم الأبعاد والانعكاسات السلبية لتبرعاتهم في منصات الخطاب السياسي ومفردات الكلام؟

[email protected]

Twitter:@NasserALShehry

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *