تجلس مع مجموعة من الأصدقاء تتبادلون الأحاديث الممتعة، فتتحول تلك الأحاديث لنكات وتصبح أنت ضحية تلك النكات، قد يجرحك الأمر ويسبب لك انزعاجاً لا يشعر به غيرك، لكنك تبتسم وتؤثر البقاء مع المجموعة بالرغم من غصة تؤلمك في نفسك.

تذهب إلى العمل فتواجه سيلاً من اللوم على أمور قد تكون أغلبها لا ذنب لك بها، لكنك تؤثر الصمت بالرغم من قدرتك على الرد، تتحمل أعباءً تفوق قدراتك وتقبل بها لمجرد أنك لم تتعلم أن تقول لا، ويستمر الجهل بتلك اللا..
تؤمن إيماناً قوياً بأنك مع الأشخاص الخطأ، وأنك في المكان غير الصحيح، وأنك تمارس أعمالاً لا تتناسب مع ما تملكه من قدرات، لكنك تصر على الاستمرار.

تشعر أن قدميك لا تقويان على الحركة وأنك لا تستطيع أن تبرح مكانك، ليس لأنك أصبت بالشلل (لا سمح الله)، أو أنك أضعت الطريق، إنما كل مافي الأمر خوف داخلك يدفعك إلى البقاء، وكأنك لو غيرت ذلك المكان ستفقد توازنك وتقع في هاوية لا قرار لها.. قد لا تصدق أنك لو بقيت في نفس المكان ومع نفس الأشخاص ستقع حتماً يوماً ما، ولكن باختلاف بسيط جداً أن هذا الوقوع أنت من سعى إليه.

هناك عبارة تقول: “إذا لم يعجبك المكان الذي أنت فيه تحرك فأنت لست شجرة !!” عندما سمعتها للوهلة الأولى ابتسمت لغرابة الوصف، وعبّرت عن اعجابي بها، ثم عندما قرأتها للمرة الثانية بدأت أرددها في نفسي: ” فأنت لست شجرة!!، أنت لست شجرة !!، لست شجرة”

ثم قرأتها من جديد وكأني أقرأها للمرة الأولى ” إذا لم يعجبني المكان سأتحرك فانا لست شجرة !!”، لم يكن من السهل عليّ نطقها بهذه الطريقة، لم أدرك إلا وقتها أنني من اختار المكان دون أن يدرس نوع التربة ومقدار الماء والضوء الموجود فيه،

بل حتى أنني لم أقدر نوع الهواء، وهل هو نسيم عليل أم أعاصير.. نظرت لأمر واحد فقط هو البقاء.. البقاء وكفى.. البقاء حتى لو أنني بعد برهة من الزمن فقدت به هويتي.. وشخصي.. وملامحي، البقاء لمجرد البقاء لعله أمر ليس بالضار كثيراً، أن يكون البقاء فقط حتى نعيش أو نصنف من الأحياء، إنما هناك فصائل خلقها الله تقوم بذلك الدور بالفعل، تعيش فقط لتأكل وتشرب وتتكاثر ثم تموت، لكنها ليست منًا.

هل تعبت من كثرة التفكير.؟ لا يهم.. أحيانا نحتاج لأنواع من التعب لندرك من أين كانت البداية وأين نضع نقطة نهاية. ونبدأ من أول السطر بداية جديدة.

ولتشعر بالراحة سأطرح عليك فكرة أخرى أكثر سهولة..ألقي بكل ما قلته لك سابقاً وراء ظهرك ولتمسك بعبارة واحدة حتى لا تأتي لحظة الوقوع “تحرك وبسرعة أنت لست شجرة”.

للتواصل فيسبوك وتويترemanyahyabajunaid

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *