[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

في ارتباك شديد للعلاقات الأمريكية الباكستانية نتيجة تداعيات مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. برزت تناقضات متباينة في تصريحات كل من واشنطن وإسلام أباد. لم تخلُ من الاتهامات المتبادلة : فقد حصل بالفعل انتهاك للسيادة الباكستانية . وذلك عندما تم تنفيذ العملية السرية لقتل بن لادن بعيداً عن علم أصحاب الأرض.. وهو إجراء لايقره القانون الدولي.
غير أن الحجة الأمريكية تكاد تكون أكثر قبولاً لتبرير الاختراق من منطلق التأكيد على أن زعيم القاعدة كان هدفاً مشتركاً لمواجهة الإرهاب .. كما أن وجود بن لادن في منطقة مكشوفة وقريبة من مقرات عسكرية منذ عدة سنوات . قد وضع الحكومة الباكستانية أمام خيارات صعبة في حجم الاتهام على طريقة : \” إن كنت تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم\” !! ثم أن المقاتلات الأمريكية تجوب اجواء باكستان منذ أكثر من عام لملاحقة عناصر القاعدة وطالبان وقصفت عدداً من مواقع تلك التنظيمات دون احتجاج من إسلام أباد.
وبالتالي لن يكون أمام الأخيرة سوى البقاء على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التحديات القادمة ومحاورها تداعيات مقتل بن لادن من جهة ..ومن الجهة الثانية المساعدات المالية الأمريكية .. والتهديدات الهندية الحاضرة دائماً في العلاقات مع باكستان.
ومن ثم فإن هذه المحاور الثلاثية سوف تعصف باستقرار الباكستانيين ومستقبلهم على صعيد الأمن والاقتصاد وخطر مواجهة الجارة النووية .وذلك في حال انفراط عقد الوفاق مع واشنطن. وفي ملف القاعدة يمكن القول : إن المعلومات التي تم الحصول عليها من موقع الحدث بعد مقتل اسامة بن لادن : سوف تكشف الكثير من أسرار التنظيم بما في ذلك خارطة التمويل ومصادره .. وقد تكشف أيضا تورط المخابرات الباكستانية في \”التستر\” على المطلوب رقم واحد في عالم الإرهاب الدولي. بل قد تكشف عناصر كان لها دور في هذا الجانب داخل وخارج باكستان. وقد تكشف أيضاً قواعد أخرى كانت في ملفات الرجل الذي مات على طريقة أسلوبه في حرب الآخرين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *