قمة بغداد..بلا ولا شيء !!

• ناصر الشهري

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]ناصر الشهري[/COLOR][/ALIGN]

في ظروف عربية مختلفة .. وفي مكان مختلف .. جاءت نتائج قمة بغداد مخيبة لآمال الشعب السوري تجاه ممارسة النظام .. في حين أخذت في الاعتبار الخطاب الإيراني والعراقي في دعمهما اللوجستي للحفاظ على بشار الأسد كورقة متقدمة في مواجهة ممارسات نظام دمشق من الناحية الأخرى.
لكن كيف ولماذا؟
القصة هنا أن حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كانت قد تمسكت بضرورة عقد المؤتمر في بغداد، وذلك رغم الظروف الأمنية الصعبة ،التي صعقت القمة بتفجير المنطقة الخضراء أثناء الاجتماع.
وكانت حكومة المالكي تهدف إلى تحقيق مكاسب كبرى من دول الخليج مقابل موقف الأخيرة من نظام القمع السوري. حيث طرحت بغداد على جدول أعمال القمة مشروعاً يتضمن المطالبة بشطب الديون المستحقة على العراق. وهو ما سيجد دعماً من بعض الأطراف العربية للمطالبة بالمثل.
وهذا يعني أن المملكة العربية السعودية سوف تتنازل عن 30 مليار دولار مستحقة على الحكومة العراقية، وكذلك الحال بالنسبة للكويت 22 مليار دولار، وذلك في محاولة لتنفيذ أجندة إيرانية تهدف إلى محاسبة دول الخليج على مساعدتها للعراق أثناء حربه مع طهران ، وهو مقترح-أي شطب الديون-رفضته الدول المعنية الدائنة من جدول الأعمال التحضيري للمؤتمر. وهو الأمر الذي أغضب إدارة المالكي، التي لعبت دوراً بديلاً لما كانت تتوقعه الشعوب العربية تجاه نظام يصول ويجول لأكثر من عام كامل فوق أشلاء شعب أعزل يقتحمه، أسد عليهم وفي الجولان نعامة، لتنتهي قمة بغداد بلا ولا شيء!!
أما على جانب الديون فإنه من الطبيعي أن لا تتنازل أي دولة عن مبلغ بهذا الحجم لأي سبب من الأسباب، في حين يمكن التفاهم على جزء منه لو كانت هناك نوايا حسنة من جانب حكومة المالكي. وليس بهذا الأسلوب الابتزازي المرفوض في أدبيات وأخلاقيات السياسة الدولية.
خاصة أن العراق دولة نفطية حظيت بمساعدات وقروض من دول الخليج ضد العدوان الإيراني على مدى 8 سنوات، عندما كان نوري المالكي يقيم في طهران!!
ومن ثم فإنني أتمنى على وزارة المالية أن تفصح عن حجم الديون المستحقة على الدول الأخرى. وما تم تسديده وما تبقى. وذلك من منطلق الشفافية التي عودنا عليها خادم الحرمين الشريفين، كما أتمنى أن تكون هناك آلية جديدة لتنظيم المساعدات والقروض الخارجية. خاصة أنه لم ولن يساعدنا أحد في مسيرتنا وأزماتنا بقدر ما يواجهنا البعض بالجحود ونكران الجميل!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *