[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي ابراهيم الاصقة[/COLOR][/ALIGN]

الحمدلله الذي بفضله انقضى موسم حج هذا العام على خير حال وان كان هناك اشادة لنجاحات هذا الموسم فهو ما قرأناه من اهل الرأي والقلم وان كان هناك ثناء فهو ما سمعناه من عدد غير قليل من الذين واكبوا تفويج الحجيج في جميع مراحله.
لقد كانت الاشادة والثناء من رؤية أولئك الذين كتبوا او صرحوا واعطوا كل ذي حق حقه في الاشادة والثناء وكان التركيز اشادة وثناءً على نسبة انخفاض في اعداد المفترشين من الحجاج والاستفادة العظيمة والمرجوة من مشروع جسر الجمرات ذلك المشروع الجبار وكذلك تواجد قوات الامن وبأعداد فاقت المأمول والتي استطاعت بفضل الله ثم بفضلها أن تسيطر على مناطق المشاعر المقدسة وخاصة منطقة الجمرات مما جعلها تتحكم في عملية تدافع الحجاج بانضباطية تامة فاقت تنظيمات ما سبقها من اعوام.
مع كل تلك الاشادات المقروءة والثناء المسموع الا ان الاستاذ عبدالله ابو السمح كان له رأي آخر كتبه في زاويته في جريدة عكاظ بعددها 15453 وتاريخ 19/ 12/1429هـ يقول الاستاذ الكريم انه قرأ عن نجاحات هذا الموسم ولكنه تبصير هذا النجاح الى وعي الحجاج والمرشدين والدعاة الا من شذ منهم من الاستفادة من شعار (افعل ولا حرج) او فتوى الأخذ بالرخص فكانت سهولة اداء النسك وتناسى الاستاذ اياماً وليالي لعمليات التفويج وحصر ذلك النجاح بالاخذ بالرخص فقط كما ان هناك ملاحظة في تأكيد ان يبين لنا من هم أولئك الذين شذوا عن العمل بشعار افعل ولا حرج وهل هم أولئك الذين تمسكوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (خذوا مناسككم عني) أم هم أولئك الذين لم يتساهلوا بالواجبات والسنن أم ان هناك فئة أخرى غير هذين الفئتين.
الاستاذ عبدالله لم يذكر مشاهد اليوم الثاني عشر وتلك الحشود المتدفقة من جميع الاجناس على جسر الجمرات من بعد زوال الشمس رغبة في اتمام مناسكهم والاسراع الى مكة المكرمة قبل غروب الشمس والتي لولا عناية الله ثم حسن التنظيم والتواجد المكثف من قبل رجال الامن وفعالية جسر الجمرات بجمراته واتجاهاته والذي سهل حركة تلك الحشود لكانت العواقب على عكس ما نتمناها فهل كان شعار \”افعل ولا حرج\” هو سبب نجاح عدم التدافع ذلك اليوم فأرجو يا استاذنا ان لا تبخس من اجتهد اجتهاده وليعلم الاستاذ عبدالله ان شعار افعل ولا حرج محدود في أفعال قررها النبي صلى الله عليه وسلم وليس في كل مناسك الحج..
الاستاذ ابو السمح ذكر في مقالته اقتراحاً أكد انه سبق وان طرحه من قبل هذا الاقتراح ان لم يكن خيالياً فهو أقرب الى ما بعد الخيال يقول الاقتراح ان تسوير المشاعر المقدسة أي منى وعرفات ومزدلفة بسور عال ومنيع فيه فائدة اولاً لتقليص المصروفات والتقليل من الكم الهائل لرجال الامن والاهم هو منع المفترشين من دخول المشاعر ولا ادري هل الاستاذ عبدالله خلط الواقع بالخيال ام انه يبني مشاريع وهمية جعلته يعتقد ان المشاعر المقدسة كملعب كرة قدم له من المخارج والبوابات والقدرة بالتحكم بخمسة عشر الف او يزيدون من الجماهير.
المشاعر المقدسة وفجاجها التي تمتلئ بملايين الحجاج لا يمكن اخضاعها لسور منيع وبوابات للدخول والخروج ولو تحقق ما ينشده الاستاذ لأصبحت عمليات التفويج من مكة الى المشاعر قبل يوم عرفات بأسابيع فليست المشاعر المقدسة ملعب كرة قدم يمكن السيطرة عليه بسور ولكنها فجاج دعا الله عباده إليها فأتوا ملبين ومهللين فأرجو ان تعيد النظر في اقتراحك.
الاستاذ عبدالله ابو السمح جزاه الله خيراً اقترح في اخر مقالته منع الصدقات في مكة والمشاعر ورأى انها من العوامل المشجعة لحجاج الافتراش والصدقات في ايام فضيلة كأيام العشر من القربات التي يسعى اليها الكثير من المؤمنين الموسرين تقرباً الى الله فلا تضيق واسعاً يا استاذ عبدالله ولنقرأ قوله تعالى في سورة النساء الآية 114..يقول المولى عز وجل (لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجراً عظيماً) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (قل خيراً أو اصمت).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *